المغربية المستقلة : بقلم حسن مقرز
مسار الأمهات العازبات، صعب مليء بالأشواك والهزات النفسية يترجمه واقع إنساني محطم، تبقى المرأة فيه مكبلة أمام أمواج العنف والرفض من شريك يرفض الاعتراف بحملها، وعائلة تبرئ من فعلتها ومجتمع لا يرحم ضعفها،
لهاته الاسباب : دقت الفيديرالية المغربية الدولية لجمعيات المجتمع المدني ناقوس الخطر إزاء تنامي ظاهرة من يطلق عليهن “الأمهات العازبات”، بشكل مضطرد في السنوات الأخيرة.
وكشفت الفيديرالية المغربية الدولية لجمعيات المجتمع المدني في مراسلاتها ، عن الأطفال وعائلاتهم الذين تعرضوا لمختلف أشكال العنف ويعانون من صعوبات نفسية واجتماعية، وفي مقدمتها المشكلات الأسرية الناجمة عن الطلاق والأمهات العازبات اللائي يسعين لإثبات النسب عندما يحين وقت التحاق أطفالهن بالدراسة.
وإن المشكلة الحقيقية في قضية الأمهات العازبات والأطفال غير الشرعيين، تكمن في غياب إحصاء دقيق ورسمي لهذه الفئة”، والسبب في ذلك إلى الحالات التي تقع في الخفاء ولا يتم الإعلان عنها، إلى جانب الولادات غير الشرعية التي تتم خارج المؤسسات الصحية.
وهي ظاهرة تحتاج إلى مواجهة موضوعية من طرف المجتمع، بعدما أصبحت من بين أهم المواضيع التي يُتجنّب الحديث عنها باستمرار، نظرا لحساسيتها البالغة، على اعتبار أن هذه الأم قد حملت بطريقة غير شرعية، لأن الأمر يتعلق أولا وقبل كل شيء بشرف الأسرة ومكانتها في أعين الآخرين”.
وخلصت الفيديرالية الدولية للمجتمع المدني إلى تحميل المسؤولية إلى كل أطياف المجتمع ، من خلال التقرب من الأسر خاصة النساء وتوعيتهن بحقوقهن وواجباتهن خاصة في المجال الصحي، والتقرب كذلك من الشباب لنشر التوعية وسط المجتمع قبل حدوث “الخطأ”، منبهة إلى أن الجميع كان يحمل المسؤولية في الماضي للمرأة ذات المستوى الدراسي المحدود، ولكن الأمر يختلف اليوم بدليل وقوع العديد من الحالات لطالبات جامعيات جرتهن “لذة الحياة والهروب من المشكلات” إلى اقتراف ما لا تحمد عقباه.
والكل مسؤول.. الفاعلان مسؤولان أخلاقيا، والمجتمع أيضا مسؤول، مثلما أن السلطات تتحمل جزءا من المسؤولية؛ لعدم توفيرها الرعاية الكافية للشباب”
وتطرح قضية التكفل بالأمهات العازبات مشكلة معقدة، خاصة بالنسبة للواتي تتبرأ عائلاتهن منهن؛ إذ أن أغلبهن لا يجدن مأوى، ولا يستطعن توفير حاجاتهن اليومية، وفق الفيديرالية المغربية الدولية لجمعيات المجتمع المدني .
ومن الحلول المقترحة : “إنشاء صندوق مالي، وتمكين الأمهات العازبات من منحة شهرية ، وهذا سيتيح الفرصة لإسعاف هذه الفئة مع الأطفال، والحيلولة دون انغماس أمهاتهم في المحظور مجددا”، إلى جانب انخراط قطاعات الدولة المختلفة في مجال التوعية وانخراط جمعيات المجتمع المدني من اجل الحد من هذه الظاهرة التي تغزو مجتمعنا ، بحسب تقرير الفيديرالية .
بقلم : حسن مقرز بروكسيل
