المغربية المستقلة : بقلم الأستاذ وليد الخراز
العمل السياسي، في جوهره، ليس ولاءً دائمًا للأشخاص ولا ارتهانًا أعمى للانتماءات الحزبية، بل هو ممارسة قائمة على الاختلاف المشروع، والتنافس الديمقراطي، وتقديم المصلحة العامة متى ظهرت معالمها بوضوح.
وقد كنتُ في مرحلة سابقة أنتمي إلى حزبٍ سياسي آخر، وكنتُ فاعلًا من موقع المنافسة، أُعبّر عن مواقف ناقدة وفق قناعاتي آنذاك، دون أن يكون ذلك يومًا على حساب انتمائي لمدينتي أولاد برحيل أو لوطني.
اليوم، وبقدر من المسؤولية والإنصاف، لا يسعني إلا أن أقرّ بأن مدينة أولاد برحيل تعرف مسارًا إيجابيًا على مستوى التنمية المحلية، سواء من حيث الاهتمام بالبنية التحتية، أو دعم السكن، أو إعادة الاعتبار للمدن الصغرى التي عانت طويلًا من التهميش.
وإن هذا التحول لا يمكن فصله عن مجهودات فاعلين محليين اختاروا العمل الميداني بدل الخطاب، والإنجاز بدل الصراع.
من هذا المنطلق، فإن دعمي اليوم للأخ عزيز البهجة ليس موقفًا عاطفيًا ولا اصطفافًا ظرفيًا، بل هو موقف نابع من قراءة واقعية لما تشهده أولاد برحيل من تحسن وتقدّم، ومن قناعة راسخة بأن دعم من يشتغل بجد ويحقق نتائج ملموسة هو واجب أخلاقي قبل أن يكون خيارًا سياسيًا.
قد أكون اليوم في الغربة، لكن ارتباطي بأولاد برحيل لم ينقطع، وواجبي كمواطن وكمثقف أن أقول كلمة حق حين أرى مسارًا يخدم الساكنة، بغضّ النظر عن الخلفيات الحزبية أو الحسابات الضيقة. فالتراجع عن دعم مبادرة ناجحة فقط بسبب اختلاف سابق هو ضرب من الإنكار، وليس من السياسة في شيء.
إن أولاد برحيل في حاجة إلى تضافر الجهود، وإلى تجاوز منطق الخصومة، والانتقال إلى منطق الدعم المسؤول لكل من يشتغل بصدق من أجلها.
ولهذا، أُعلن دعمي الواضح للأخ عزيز البهجة، دعمًا للاختيار الذي يخدم المدينة، ويمنح الأمل لساكنتها، ويُقدّم المصلحة العامة على كل اعتبار.
فالاختلاف لا يفسد الانتماء، ودعم الصواب فضيلة، وأولاد برحيل تستحق أن نكون في مستوى طموحها.
