المغربية المستقلة :
في روايتها الجديدة، «السرّ الأخير»، تأخذنا الكاتبة الأردنية سجى سليمان بني عطا في رحلة إلى أعماق النفس الإنسانية، حيث تتشابك الحقيقة مع الوهم، و الذاكرة مع الغموض، و البراءة مع الجنون.
صفوان، الرجل العجوز المقيم في مصحّة منتصف القرن الماضي، يصبح مرآةً للقراء، يواجهون من خلالها سؤالًا خالدًا: هل يُقاس الإدراك الإنساني بمعايير الآخرين، أم أن الحقيقة موجودة في الفضاء الداخلي لكل فرد؟
طيبته و شفافيته، التي كان من المفترض أن تكون خلاصه، تتحوّل إلى سبب لسوء فهمه، في عالم يُصدر أحكامه بسرعة، بينما الواقع أعمق وأكثر تعقيدًا مما يراه الجميع.
الدفتر الرمادي، القلادة القديمة، و الرسائل الغامضة ليست مجرد أشياء، بل رموزٌ لأسرار لم يُسمح لها بأن تُقال، لكل منها صدى في الماضي والحاضر، و تنبّهنا إلى هشاشة الفهم البشري أمام ما هو غير مألوف.
الرواية تُطرح سؤالًا فلسفيًا متجدّدًا: هل الجنون صفوان، أم هو انعكاس لعالم فقد توازنه؟
و في النهاية، عندما يعثر الابن على الدفتر والقلادة، يبدأ فهمٌ جديد للواقع، يربط بين ما كان مخفيًا و ما هو آتٍ، ويذكّرنا بأن الحقيقة لا تموت، بل تنتظر من يكتشفها.
«السرّ الأخير» ليست مجرد قصة، بل تأمل عميق في الوجود، دعوة للتفكير في حدود الفهم الإنساني، ومرآة صادقة للنفس، حيث كل حرف يحمل سؤالًا، و كل صمت يحمل جوابًا.
