المغربية المستقلة : متابعة احمد الزياني
ينحدر الفنان إبراهيم الغالي من منطقة أيت داود إحاحان، حاملاً معه ذاكرة المكان وصدق الإحساس، ومؤمنًا بأن الفن الحقيقي يولد من التجربة، لا من التمثيل. وفي عمله الغنائي المصوّر “أسي أودي السيعر”، لا يقدّم إبراهيم مجرد فيديو كليب، بل يفتح نافذة على جزء عميق من حياته الشخصية.

هذا العمل ليس تمثيلاً ولا افتعالًا للمشاعر، بل هو تجسيد صادق لقصة عاشها الفنان بكل تفاصيلها، حيث جاءت الأغنية نتيجة مرحلة صعبة مرّ بها بعد انفصاله العاطفي، وهو الحدث الذي شكّل نقطة تحوّل في مساره الإنساني والفني، ودفعه إلى الغناء كوسيلة للتعبير، والتخفيف، والبوح.
ما يميّز هذا العمل أكثر هو أن تصوير الفيديو تم بعدسة والده، في تجربة إنسانية نادرة، امتزجت فيها رابطة الدم بصدق الصورة. لقد كان التصوير مندمجًا مع الحياة اليومية للفنان، دون تصنّع أو ديكور مبالغ فيه، مما منح الفيديو قوة إضافية، وجعل المشاهد يشعر وكأنه يرافق إبراهيم في رحلته الخاصة، لا يشاهد عملاً فنياً فقط.
في “أسي أودي السيعر”، تتوحّد الكلمة مع اللحن، وتنسجم الصورة مع الإحساس، ليخرج العمل كمرآة تعكس الألم، والحنين، ومحاولة النهوض من جديد. إنه عمل يُشبه الكثيرين، لكنه يخص إبراهيم الغالي وحده، لأنه نابع من قلبه وتجربته.
بهذا الإصدار، يؤكد إبراهيم الغالي أن الفن الصادق لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى حقيقة تُروى، وإحساس يُحترم، وصوت يعرف من أين جاء وإلى أين يريد أن يصل.
