المغربية المستقلة : بقلم الصحافي : يوسف دانون.
أصبح العمل الجمعوي ببروكسل يعيش انحرافات كثيرة، عن تعريفه ومفهومه وعن وظائفه وخصوصياته وجوهره وأهداف ومراميه النبيلة، وذلك من طرف بعض الوحوش الآدمية التي أصرت على تمييعه و إفراغه من لبه، حتى أصبح يجد نفسه وسط دوامة ينخر جسد المريض ، سرطان الفساد بامتياز، حيث يمارسون هؤلاء الكهنة الجمعويين هوايتهم المعهودة للكسب الغير المشروع.
ولعل ان هذا هو السبب الواقعي لبعض الجمعيات المحلية ، والتي تسعى في تمييع المشهد الجمعوي وخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح، من اجل إفراغه من مضمونه وجوهره وأهدافه النبيلة، حيث أصبح تأسيس جمعية أسهل من اضرام النار في الهشيم، فكم من جمعية مرتزقة ارتبط إسمها بأزمة في العمل الجمعوي لعدم معرفتها الأصول الحقيقية للعمل الجمعوي الشريف، وانها تختبأ وراء سياسة السكون والركود والجمود، في انتضار الانقضاض على الفريسة من القلوب الرحيمة، بعدها يهجرو ن العمل الجمعوي، ويتواروا عن الانظار في انتظار مناسبة جديدة.
أصبح حفر الآبار شعار اغلب الجمعيات، واستغلال الدين كوسيلة لانجاح المشروع، فشيئ مخزي ان نرى بعض الائمة او من يدعون الصلاح من اهل التقوى او بالأحرى بعض دعاة الدين، يختبؤون في جلباب الإسلام، حاملين شعار الثوب الجمعوي للنصب على خلق الله، واستغلال فقر بعض المناطق النائية في البلاد، واستغلالهم من اجل مصالحهم الذاتية باسم العمل الجمعوي.
اذا كان العمل الجمعوي في الدول الديمقراطية يلعب دورا رياديا ووظيفة أساسية في تاطير الناس وتمثيلهم صوتا معبرا عن طموحاتهم، فقد أصبحنا نرى عكس ذلك، بل أصبحت هاته الجمهورية الجمعية أرضا للفساد، ومصدر خريجي الاجرام الأخلاقي لبعضهم، لكن يبقى حاملي الثوب الجمعوي الشريف من الشرفاء لبعض رؤساء الجمعيات التي تحظى بالاستقلالية المالية والإدارية وتنافسها الشريف جنبا إلى جنب مع الحكومة، من أجل مستقبل جيد في خدمة المعوزين. المحتاجين، بعيدا عن سياسة التسول وعن استغلال الدين كسلاح من أجل البقاء.
