دلالات الهجوم على رحبة الدار البيضاء+ (فيديو)

المغربية المستقلة:  الحسين البويعقوبي استاذ التعليم العالي بكلية الاداب، جامعة ابن زهر باكادير

تعكس حادثة الدار البيضاء وهجوم أشخاص على أغنام الكسابة وسرقتها لممارسة شعيرة دينية ما وصل إليه مجتمعنا من تدني قيمي وهشاشة على مستوى العلاقات الاجتماعية وعدم قدرة النظام التعليمي “العصري” على غرس قيم الاحترام و مدى تجدر ثقافة “السيبة” و”قطاع الطرق والهجوم على ممتلكات الغير في لاوعي فئة من المجتمع المغربي رجالا ونساء، شيبا وشبابا.
قد يقول قائل إن الفقر وقلة ذات اليد ومخلفات الحجر الصحي وتداعياته وعدم التوزيع العادل للثروة هي سبب ما وقع. لا أعتقد ذلك، وإن كان لهذه الأسباب دور ما، لكن المشكل الأساس يكمن في انهيار المنظومة القيمية لدى فئات كثيرة في المجتمع لم تعد تحافظ على قيم وتربية الأجداد المنقولة أساسا في الأسرة ولا هي تملكت القيم الحديثة عبر المدرسة. فافقر وقلة حيلة اليد موجودان دائما في المجتمع لكن القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة كانتا تمنعان الشخص رغم الحاجة من مد يده لملك الغير وبالأحرى أن يقع هجوم جماعي وبطريقة هستيرية على مربي الماشية كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذا العيد لتعويض جزء من خسائرهم طيلة فترة الحجر الصحي. والغريب في أمر حادثة رحبة الدار البيضاء هو أن يتم اللجوء للحرام “السرقة” لتحقيق الحلال “ذبح أضحية العيد”. وهو ما يفرغ الشعيرة من كل معانيها وأصبحت مجرد فعل اجتماعي مفروض بقوة الضغط المجتمعي و خلق لنفسه طقوسا جديدة تضمن لنفسها شروط البقاء والاستمرارية في كل وقت وحين. ولهذا لا يرى بعض المسلمين مانعا من سرقة الأضحية لممارسة فعل الدبح، وأثناء مناسك الحج قد يقتل المسلم أخاه المسلم في الزحام لكي يتمكن من لمس الحجر الأسود وقد تكون كل موارده المالية حرام فيبني بها مسجدا ليضمن بيتا في الجنة…
يجب أخد ما وقع في رحبة الدار البيضاء بالجدية الكافية لأنه يبين على أن تماسكنا الاجتماعي هش جدا وقد تنفلت الأمور في كل حين. فلنبدأ بالتعليم والتربية وتعزيز تماسك الأسرة لتكون خير حامل للقيم التي ستجنبنا تكرار ما وقع في مستويات أخرى.

Loading...