اقليم خنيفرة : فضيحة وخطر بيئي بمساهمة من جماعة أجلموس، في ظل ظروف الطوارئ الصحية

المغربية المستقلة : بوعزة حباباش

تعيش جماعة أجلموس، باقليم خنيفرة ، أوضاعا غير معتادة، تسودها الارتجالية ، والعشوائية في تدبير الشأن المحلي ، بسبب غياب الحس التشاركي وانفرادية القرارات، اضافة إلى انشغال رئيس الجماعة طيلة الأوقات بتبادل الاتهامات و النقاشات العقيمة على الفضاء الأزرق ، ما جعل المجتمع يعرف احتقانا كبيرا ، فقدت معه أغلبية الساكنة الثقة في التمثيلية السياسية، وقد انفجرت مؤخرا خرجات غير معهودة لرئيس الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي ، يحاول من خلالها تكميم أفواه معارضيه من نشطاء البلدة، وصل به الحد إلى محاولة تكميم صوت جريدة المغربية المستقلة، الأمر الذي جر عليه وعلى الجسم السياسي بالمجلس، انتقادات واسعة ، همت بالأساس رفض الشباب المبادر الذي أخذ في التنافس بمختلف احياء المدينة على تزينها حسب تصاميم مختلفة، استغلاله ومجموعة من الأعضاء والركوب على كل تلك المجهودات المبهرة، معتبرين ذلك، استغلال سياسيا ، لغاية في نفوسهم وخدمة لأجندات سياسية، ولم تقف خرجات المجلس الجماعي عند هذا الحد، بل أنها قامت بالمساهمة في استقدام كمية كبيرة من إطارات العجلات التالفة ، من إحدى المدن المغربية، على أن تتم إعادة استعمالها مجددا لتزيين جنبات الأحياء التي يشرف عليها مجموعة من الشباب الأحرار.
وتناول منشور بريء على صفحة الجماعة الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي ، محتوى صور لآلية الجماعة تفرغ الاطارات التالفة المستقدمة من مدينة فاس ، كما جاء في التدوينة ، التي اشارت إلى بداية ” عمليات تعقيم الاطارات وحاويات القمامة “، وهو ما أثار استهزاء عارما لدى بعض المتتبعين والمثقفين، الذين استغربوا لهذا الفعل الذي يمس البيئة والمجتمع ، علما ان خطر الإطارات المستعملة لا يقتصرعلى البيئة فقط، بل يتعدى ذلك ليصل إلى الإنسان من خلال ما تشكله من تهديد لصحته، فضلا على خطورة هذه الإطارات التي تحوي مكونات صعبة التحلل طبيعياً وقابلة للاشتعال، وتزداد خطورتها عند ملامستها لمواد حمضية حيث تفرز بعض المواد الكيماوية التي يتم امتصاصها في الأرض مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والتربة ، كما تعتبر أكوام الإطارات بيئة ومستنقعا للحشرات والكائنات الضارة بالإنسان .
براءة التدوينة ، بفعل الحماس الزائد لدى شباب المنطقة ، الذين يبادرون لتزيين احياءهم بوسائلهم الخاصة والذاتية ، كانت بمثابة اعلان عن جريمة بيئية في حق ساكنة أجلموس وبيئتها، في الوقت الذي يجمع فيه المختصون البيئيون ، على خطر الإطارات التالفة والتي تشكل قلقاً بالغاً لديهم في مجال الدفاع عن قضايا البيئة، عبر العالم ، حيث ينبع هذا التخوف والقلق من صعوبة إمكانية التخلص من هذه الإطارات خاصة أن طرق معالجة وإعادة تدوير الإطارات التي اتبعتها الكثير من الدول كانت لها نتائج أدت إلى مشاكل معقدة وألحقت أضرارا بالغة بالإنسان والبيئة المحيطة به.

استغرابنا لهذه الجريمة البيئية ، في عمق الأطلس المتوسط ، دفعنا الى البحث على خطورة الأمر، وإمكانية التخلص من هذه ”البضاعة ” التالفة التي تخلصت منها مدينة على حساب مدينة أخرى تعيش في سلام بيئي نسبي، وبعيدا عن التلوث، ووقفنا على هذا الحقائق عبر محركات البحث ، تفيد “أن إطارات السيارات التالفة تشكل عبئاً بيئياً على الدول المستهلكة لها، بل وتشكل طريقة التخلص منها عن طريق الحرق بيئة صحية سيئة، وذلك بما تنتجه من انبعاثات للعديد من الغازات السامة، مثل أكاسيد الكبريت والكربون والرصاص، ويزداد حجم هذه المشكلة في الدول العربية التي تستهلك أعداد ضخمة من الإطارات” والأكثر من ذلك كذلك ” أن التخلص من الإطارات عن طريق الدفن ليس حلاً من الناحيتين العملية والبيئية؛ حيث يحتاج المطاط لمدة طويلة قد تصل إلى 1000 سنة حتى يتحلل.
وفضلا عن الأخطار الاخرى الممكنة ، والمرتبطة بتوفر هذه الاطارات في أماكن متاحة ، مع ما يطرحه ذلك، من امكانية اضرام النار بها وانتقال النيران الى أماكن اخرى، ومع أن كل التشريعات والمواثيق الدولية، تساهم في تأطير كل دول العالم، لحماية البيئة من خلال قوانين تساهم في حماية المجتمع الانساني، فهل ستعطي الجهات المختصة على المستوى الاقليمي أوامرها في الموضوع حفاظا على بيئة نظيفة وأقل تلوثا؟ وما هي المسؤوليات المترتبة على هذا الخرق القانوني الذي يهاجل البيئة وصحة الانسان عامة؟

_________________________________________

موقع المغربية المستقلة يدعو متتبعيه للإلتزام واتباع التعليمات و التدابير الإحترازية التي اتخذتها السلطات طوال فترة الطوارئ الصحية ، والتي لم تنتهي بعد حفاظا على سلامتكم و سلامة البلد ” بقاو في ديوركم

Loading...