المغربية المستقلة:

سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائة وخمسة وستون

من أحداث السنة الثانية

*مواقف اللئام من انتصار الإسلام يوم بدر*

انتهت غزوة بدر الكبرى، وانتهت معها غطرسة قادة المشركين، وطغيان المتكبّرين ..

وقد أصابت الدّهشةُ أهلَ جزيرةِ العرب أجمعين ..
وتفاقم الحسد في نفوس اليهود والمشركين .. وضاقوا ذرعا بما يحدث أمامهم، ممّا سيجعل الأيّام حُبلى بالأحداث العظام، والخطوب الجِسام:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}

– أمّا المشركون بمكّة فقد قرّروا الانتقام، وسوف يرفعون رايته بعد أيّام ..

حيث انتقلت الزّعامة بعد أبي جهل وأميّة إلى أبي سفيان ابن حرب، وها هو بعد مشاورات وندوات يقرر الثأر لطواغيت قريش .. فهو يحشد الرّجال، والجِمال، والرّجال، والأموال.

– وأمّا المشركون بالمدينة فقد خرست ألسنتهم، وجحظت أبصارهم، وتفطّرت قلوبهم، فخافوا على أنفسهم، وأعراضهم وأموالهم، فما كان منهم إلاّ أن أعلنوا إسلامهم في الظّاهر.

فظهر النّفاق والمنافقون .. روى البخاري ومسلم عن أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍرضي الله عنه قالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمْ اللهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى، قَالَ اللهُ عزّ وجلّ:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} الآيةَ.
وقالَ الله:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآيَةِ.
وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَتَأَوَّلُ الْعَفْوَ مَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللهُ بِهِ صَنَادِيدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ..
قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ:”
هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ ”

فَبَايَعُواالرَّسُولَ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا.

أسلموا بألسنتهم إلى حين .. إلى حين تتأهّب قريش ومن معها لإبادة المسلمين، والقضاء عليهم إلى أبد الآبدين.

– وأمّا أهل البدو والأعراب حول المدينة فلم يكن همّهم هو مسألة الكفر أو الإيمان، أو حزب الله أو حزب الشّيطان؛
فكان ولاؤهم الوحيد إلى الدّرهم والدّينار، إذ كانوا أصحاب نهب وسلب.

فأخذهم القلق، وانتابهم الفزع، ورأوا أنّ في قيام الإسلام في قلب الصّحراء ذهابا لمصدر عزّهم وثرائهم، وأنّهم سيُحَالُ بينهم وبين ما يشتهون.

فقرّروا غزو المدينة.. وبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

_____________________________________________

 سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائة وستة وستون

من أحداث السنة الثانية

*غزوة بني سُليم.*

*زمانها:* كانت في شوّال من السّنة الثّانية، فلم يلبث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد رجوعه من بدر إلاّ سبعة أيّام..

*سببها:* حتّى بلغه أنّ قبائل من بني سليم وغطفان تحرّكوا لغزو المدينة.

*مكانها:* قرقرة الكُدْر، وهو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطّريق التّجاريّة بين مكّة والشّام.

*حامل لواء الغزوة:* كان حامل لوائها عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، في جيش يقدّر *بمائتي مقاتل.*

*مدّة مكثه صلّى الله عليه وسلّم خارج المدينة:* بضعة أيّام.

*نتائجها:*
ـ كانت الغزوة مطاردة، ففرّ المشركون عند سماعهم بخروج المسلمين..
ـ وتركوا خلفهم خمسمائة بعير.

أخذ النّبي صلّى الله عليه وسلّم خُمُسَه..
وكان لكلّ مقاتل بعيران.
وأصاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم غلاما اسمه يسار فأعتقه.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

___________________________________________________

 سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائة وسبعة وستون

من أحداث السنة الثانية

*غزوة بني قينقاع.*

*تاريخها:* منتصف شهر شوّال من السّنة الثّانية.

*مكانها:* المدينة.

*سببها:* ما ذكره ابن إسحاق وغيره: أنّ بني قينقاع كانوا أوّل يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وكان من أمر بني قينقاع أنّ امرأةً من العرب قدِمَت بِجَلَبٍ لها، فباعتْه بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها !
فأبَتْ، فعمد الصّائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلمّا قامت انكشفت سوءتُها !
فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصّائغ فقتله، وكان يهوديّا، وشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاصترخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسملون، فوقع الشرّ بينهم وبين بني قينقاع

*نتائجها:*
ـ حاصرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى نزلوا على حكمه..
ـ ثم كفّ عنهم، بعد أن استسلموا لحصار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ـ وأمر بإخراجهم من المدينة، ونزلوا بأذرعات الشّام، وأخذ أموالهم ثمّ خُمّست.

*ما نزل فيها من القرآن:*
نزل في اليهود قوله تعالى :

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ).

*ومدّة مكث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خارج دياره*: كانت خمسة عشر يوما.

ثم عاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، حيث كان باقي اليهود تشتعل قلوبهم نارا. وخاصة من سيد بني النضير: كعب بن الأشرف.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

____________________________________________

سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائة وثمانية وستون

من أحداث السنة الثانية
*مقتل كعب بن الأشرف*

كعب: هو رجل من سادات اليهود وشاعر من شعرائهم وكان جميل الهيئة مهتما بجماله..

ـ هو لم يكتف بأن كفر بالله ورسوله، ولكنّه استغلّ بلاغته،
وشعره وفصاحتَه، للاستهزاء بدين الله ورسول الله. وخاصة بعد انتصار المسلمين في بدر..

فبعد أن وصله الخبر خرج حتّى أتى مكّة، فنزل على المطّلب بن أبي وداعة بن ضُبَيْرَة.

هناك صار يُنشِد الأشعار في ذمّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويبكي أهل قليب بدر !

روى الإمام الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:
” لمّا قدِم كعبُ بن الأشرف مكَّة قالت له قريش: أنت خيرُ أهلِ المدينة وسيّدهم. قال: نعم !

قالوا: ألا ترى إلى هذا الصّنبور المنبتر من قومه، يزعم أنّه خير منّا ونحن أهل الحجيج وأهل السّدانة وأهل السّقاية ؟!

قال: أنتم خير منه !
فأُنزلت:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
وأنزلت:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} [النساء: من الآية50]، إلى قوله:{فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}”. رواه أحمد

ـ وبعد أن عاد إلى المدينة شبَّب
ببناتِ المسلمين حتّى آذاهم وآذاهنّ ..

*فكان لا بدّ من دفع الثّمن..*

*ـ الدعوة لاغتياله:*
في الصحيحين عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ؟! فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللهَ وَرَسُولَهُ )).

فَقَامَ محمّدُ بنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه، فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ ؟
قالَ: (( نَعَمْ )).
قالَ: ” فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا ؟
قالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( قُلْ )).

[في رواية غيرهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( نعمْ، وَإِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَلاَ تَعْجَلْ، حَتَّى تُكَلِّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ رضي الله عنه)).

فقال سعدٌ: اذْهَبْ إليه واشكُهُ الحاجَةَ، وسَلْهُ أَنْ يُسْلِفَكَ طَعَامًا.

*عملية القتل:*
قال ابن إسحاق: فلمّا أردوا الخروج ـ وهم خمسة أشخاص محمّد بن مسلمة وأبا عبس بن الحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط ـ
مشى معهم صلّى الله عليه وسلّم إلى بقيع الغرقد ثمّ وجّههم وقال: (( اِنْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللهِ ! اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ )).

فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، [ أتوْهُ عشيّةً، وهو في مجلسه بالعوالِي، فلمّا رآهم كعبٌ أنكَرَهم، وكاد يذْعُر منهم، فقال: ما جاء بكم ؟]
فقالَ ابن مسلمة رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا[أي: أتعبنا من المعاناة]، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ.

قَالَ: وَأَيْضًا ؟ وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ !

قَالَ: إِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاهُ، فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ.[ الوسق: ستّون صاعا ].

فَقَالَ: نَعَمِ ارْهَنُونِي ! قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ ؟

قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ ! قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا، وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ.

قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ !
قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ، هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ[يَعْنِي السِّلَاحَ.
وإنّما قال ذلك كيلاَ يَسْتَنْكِرُ غداً مجيئَهم بالسّلاح إلى حِصنِه].

فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ،ـ وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنْ الرَّضَاعَةِ ـ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ.

فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ.

وفي طريق آخر قَالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ !
قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ، إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجَابَ.

قَالَ: وَيُدْخِلُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ: إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ، فَأَشَمُّهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ.

فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا، وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَالَ ابن مسلمة: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا أَطْيَبَ !

قَالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ، وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ.

فَقَالَ محمّد بن مسلمة رضي الله عنه: أَتَأْذَنُ لِي أَن ْ أَشُمَّ رَأْسَكَ ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَشَمَّهُ، ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ: دُونَكُمْ ! فَقَتَلُوهُ.

ثُمَّ أَتَوْا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم فَأَخْبَرُوهُ.

أخبروه وبشّروه بالقضاء على طاغوت من طواغيت اليهود..
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

Loading...