المغربية المستقلة/ بقلم لحسن الزردى
تشهد مدينة كلميم مؤخرا إنتشارا ملحوظا لجمعيات المجتمع المدني بمختلف الميادين، والتي نجد أن معظمها همها الوحيد هو الاسترزاق وخدمة المصالح الشخصية .. ، ولم تفكر في الإشتغال من الزاوية المعرفية و الإهتمام بالقضايا الراهنة..
فالغاية الأساسية من نشوء جمعيات المجتمع المدني هو توعية مكونات المجتمع المختلفة والمساهمة في حل المعضلات الاجتماعية القائمة او تلك التي يمكن أن تنشأ بالمستقبل ، في الأمور التي تخص الحياة اليومية للمواطن الوادنوني وتتطلب المشاركة الرسمية ، كالتربية والتعليم والصحة ، والحفاظ على البيئة ، وحقوق الطفل او المرأة او أي فئات أخرى تشعر بالغبن وغيرها من شؤون الحياة اليومية الاخرى
أما الدعم الذي تقتات عليه الجمعيات هو نوع من عملية استثمار تنموية . إلا أن غياب التدبير العقلاني والممنهج للاختلافات داخل مكاتب الجمعيات ساهم في انبثاق ظهور جمعيات متعددة الأهداف شكلا في القوانين الأساسية ، لكن الملاحظ أن هذا التعدد بالأهداف لم يعطي ثماره كثيرا ، ولم يتخذ مساراته السليمة ، فتبدو بعض الجمعيات وكأنها تشكيلات لفرق وما يهم هذا الإنسان إسمه او يؤكد ذاته لأسباب في أعماقه ، او حتى طمعا في الحصول على الدعم المالي ليدعم الدعاية الشخصية لنفسه وفي سياق الحديث عن جمعيات المجتمع المدني بمدينة كلميم (نسبيا) هناك “رؤساء جمعيات يعملون تحت أجندة أحزاب سياسية” ، وبالرغم من ذلك ، فإن معظم هاته الجمعيات تتوصل بمنح مالية ، في غياب سياسة المحاسبة والمتابعة ونهج سياسة المحسوبية للتوزيع العشوائي للمال العام والسرقات المبرمجة تحت لواء الملتقيات والمهرجانات والانشطة الوهمية إلا أن الملاحظ هو كثرة الأسماء التي تتضمن نفس الأهداف لنفس الأشخاص أو المؤسسين. ترتب على هذه الظاهرة وجود عمل جمعوي عددي لا يساوي حجم النشاطات التي يحتاجها المجتمع فعلا لتحقيق الغاية من وجود هذه الجمعياتومن المؤلم حقا أن تجد كثيراً من الجمعيات التي لا يوجد لها دور أو تفعيل، ولا تحمل من النفع العام سوى الإسم،و أغلب الأعضاء فيها تقتصر عضويتهم في الجمعية على إضافة لسيرتهم الذاتية الخاصة بهم، همهم الوحيد هو كيفية الحصول على الدعم المالي وان غاب غابوا و أبرزوا صورهم في أنشطة لا يعرفون عنها سوى الشعارات، تأكيدا لما هو ذاتي وشخصي على حساب القضايا المهمة التي تلح عملية التنمية على حلها او المشاركة بحلها ، فصار التسابق على الظهور الإعلامي والظهور بالواجهة وعلى حساب أي خدمات إجتماعية حقيقية ، وكأنه الغاية النهائية والأولى لمثل هذه الجمعيات. ما يجعل منها مجرد واجهات لكسب الإعتبار للشخصية او حملات انتخابية ختاما نستنتج مما سبق أن هناك ظلم حقيقي على مستوى تكافئ الفرص و الإستفادة من المال العام وصرفه في الإتجاه الصحيح ، و ظهور جمعيات موسمية تظهر قبل دخول الإنتخابات سنة أو سنتين ، وتختفي بعدها.