حين يتحول الضيف إلى مسيء: سلوك صبياني يسيء للرياضة قبل السياسة

المغربية المستقلة : يوسف دانون./ بروكسيل

ما أقدم عليه بعض عناصر الوفد الرياضي الجزائري داخل فندق إقامتهم بالعاصمة الرباط، في أخفاء صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وراء الستار، ليس مجرد تصرف عابر أو “سوء تقدير”، بل هو فعل صبياني، غير أخلاقي، ومخزٍ بكل المقاييس، يكشف مستوى الانحدار الذي بلغه من يفترض أنهم يمثلون الرياضة، وقيمها، وأخلاقها.
لقد استقبل المغرب هذا الوفد بروح رياضية عالية، وبكرم ضيافة مغربي أصيل، بعيدًا عن أي حسابات سياسية ضيقة، إيمانًا منه بأن الرياضة جسر للتقارب لا ساحة للتفاهة، وبأن الضيف مهما كانت الخلافات يُحترم ويُصان. لكن للأسف، وكما يقول المثل: خير تفعل شر تلقى.
اخفاء صورة رمز الدولة المغربية، ورمز وحدتها واستقرارها، داخل أرض المغرب، ليس إساءة لشخص الملك فحسب، بل إهانة للشعب المغربي بأكمله، وضرب فجّ لكل القيم التي تنادي بها الرياضة الدولية من احترام، وأخلاق، وروح تنافس شريف. إنه تصرف لا يمت للرياضة بصلة، ولا يشرف من قام به، ولا الجهة التي ينتمي إليها.
الأدهى من ذلك، أن هذا السلوك يعكس عقدة سياسية مريضة يتم تصديرها حتى إلى الملاعب والفنادق، في وقت يحاول فيه العالم فصل الرياضة عن التوترات السياسية. فبدل التركيز على الأداء، والروح الرياضية، اختار البعض طريق الاستفزاز الرخيص، وكأنهم عاجزون عن تحقيق أي انتصار إلا عبر اخفاء صورة أو افتعال إساءة.
المغرب، دولة عريقة بتاريخها ومؤسساتها، أكبر من هذه التفاهات، وملكها يحظى بإجماع شعبي واحترام دولي لا تهزه تصرفات مراهقين سياسيين متنكرين في لباس رياضيين. ومع ذلك، فإن الصمت عن مثل هذه الأفعال غير مقبول، لأنها تسيء للرياضة، وللعلاقات بين الشعوب، وتضرب في عمق قواعد الضيافة والاحترام المتبادل.
إن من قام بهذا الفعل أساء لبلده قبل أن يسيء للمغرب، وأعطى صورة بئيسة عن وفد كان يفترض أن يكون سفيرًا للأخلاق الرياضية، لا أداة للاستفزاز الرخيص. والتاريخ لا يرحم، والذاكرة الجماعية لا تنسى.
في النهاية، سيبقى المغرب وفيًا لقيمه، شامخًا برموزه، محترمًا لضيوفه…
أما من اختار طريق الإساءة، فسيظل أسيرًا لصغره، لأن الأوطان تُبنى بالقيم، لا بالاعمال الصبيانية ، وليعلم العالم مع من حشرنا الله في الجوار .

Loading...