حين تصبح “سفيرة القفطان” مهزلة وطنية

المغربية المستقلة  : الصحافي يوسف دانون

ما يحدث اليوم ليس مجرد تفاهة عابرة، بل وقاحة رمزية في حق الوطن، واعتداء صريح على القانون، واستخفاف بعقول المغاربة.
أن تستفيق بعض الجاهلات، الباحثات عن الأضواء، وتمنحن لأنفسهن لقب “سفيرة القفطان المغربي”، فذلك ليس جرأة… بل انتحال صفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من خوّلكن هذا اللقب؟
من منحكن هذا التشريف؟
وأي وزارة، وأي مؤسسة، وأي قانون يجيز لكن العبث بإرث أمة كاملة؟
القفطان المغربي ليس “إكسسوار شهرة”،
ولا وسيلة لرفع المشاهدات،ولا مطية لتلميع أسماء فارغة من أي مضمون ثقافي أو قانوني.
إنه تراث وطني عريق، له حراس، وله مؤسسات، وله قوانين، وتُوّج باعتراف دولي من اليونسكو، اعتراف لم يأتِ من فراغ ولا من صور مستفزة ولا من ألقاب وهمية.الأخطر من التفاهة، هو الجهل المركّب:جهل بالقانون،جهل بخطورة انتحال الألقاب،وجهل بأن الوطن ليس مسرحًا للسيرك الرقمي.
لقد ضحكنا من جهل بعضهن، حتى ظنّ الجاهل أن الجميع مثله جاهل.
لكن اليوم، السكوت صار تواطؤًا.
أين الوزارة المعنية؟أين المؤسسات الوصية داخل المغرب وخارجه؟
إلى متى يُترك هذا العبث دون محاسبة، وكأن القفطان لا أهل له، ولا دولة تحميه، ولا قانون يردع المتطاولين عليه؟
إن استمرار هذا الصمت يفتح الباب أمام كل من هبّ ودبّ ليصنع لنفسه لقبًا، ويمثل الوطن دون تفويض، ويستغل القضايا الوطنية لأغراض شخصية رخيصة.
كفى عبثًا بالرموز الوطنية.
كفى استغلالًا للاعتراف الدولي.
كفى شهرة زائفة تُبنى على الجهل والخرق السافر للقانون.
القفطان المغربي أكبر من “مؤثرة”،وأشرف من لقب مزوّر،وأسمى من أن تحمله من لا يعرف حتى معنى المسؤولية.
ومن لا يفهم أن الألقاب تُمنح ولا تُغتصب،
فليتعلم…
أو ليصمت.

Loading...