الصحافة المغربية في مفترق الطرق.. مطالب مهنية واجتماعية في لقاء مفتوح للنقابة الوطنية للصحافة

المغربية المستقلة  :

شهد اللقاء المفتوح الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يومه الاثنين 24 مارس، نقاشات معمقة حول الوضعية المهنية والاجتماعية للصحفيين في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع. هذا اللقاء، الذي تخلله حفل إفطار جماعي كما جرت العادة في كل شهر رمضان، كان مناسبة لتبادل الرؤى حول الإكراهات التي تعيق تطور المهنة، والبحث عن حلول ناجعة لضمان مستقبل أكثر استقراراً للعاملين في المجال.
حضر هذا الحدث عبد الكبير خشيشن، رئيس النقابة، ونائبه محمد الطالبي، إلى جانب حنان رحاب، رئيسة جمعية الأعمال الاجتماعية لصحفيي الصحافة المكتوبة، وثلة من الصحفيات والصحفيين الذين حرصوا على التعبير عن انشغالاتهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم. وقد تركزت المداخلات حول قضايا أساسية تمس جوهر المهنة، حيث شدد المتدخلون على الحاجة الملحة إلى إصلاح القوانين المنظمة للصحافة، بما يضمن بيئة أكثر عدلاً واستقراراً للصحفيين.
من أبرز القضايا التي أثيرت، مسألة الحماية الاجتماعية للصحفيين، التي باتت ضرورة ملحة في ظل هشاشة الأوضاع الاقتصادية وضعف الدعم المؤسسي. فقد أشار المشاركون إلى أن العديد من الصحفيين يواجهون تحديات مهنية صعبة، سواء من حيث تأمين حقوقهم الأساسية أو الحصول على دعم يضمن استمراريتهم في العمل بكرامة. كما تم استعراض الجهود التي تبذلها النقابة للدفاع عن حقوق العاملين في القطاع، مع التأكيد على أهمية تعزيز هذه الجهود عبر آليات أكثر تأثيراً.
في سياق متصل، شدد المتدخلون على أهمية تفعيل الدعم العمومي للصحافة بشكل عادل وشفاف، بما يتيح للمؤسسات الإعلامية القدرة على الاستمرار دون المساس باستقلاليتها. وقد تم التأكيد على أن تحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتم دون إرادة سياسية عليا، تتبنى رؤية واضحة لحماية المهنة والمهنيين.
اللقاء كان فرصة لتجديد المطالبة بإصلاحات حقيقية تعيد للصحافة مكانتها كسلطة رابعة مستقلة، وتؤمن للصحفيين بيئة مهنية تضمن لهم حقوقهم دون المساس بحرية التعبير. وقد أجمع الحاضرون على أن المرحلة المقبلة تتطلب تحركاً جماعياً ومسؤولاً، يجمع بين الفاعلين المهنيين والمؤسسات المعنية، لضمان مستقبل أكثر إنصافاً واستدامة للصحافة المغربية.

Loading...