فنية : “ياه ولايني ءوهو ” تصرع “الدم المشروك” على منصة اليوتويب

المغربية المستقلة  :

لعل أهم الاشكاليات التي تعاني منها الدراما المغربية بشكل عام والأمازيغية على الخصوص هي السيناريو وكتبته الذين يعانون من آفة “السلط” التي تحكم على هامش الابداع خصوصا سلطة المستشهر الذي يفرض نفس الوجوه بمنطق الربح بدل الابداع ثم سلطة زمن الانجاز الذي تفرضه طلبات العروض على شركات الانتاج، هذا إن كان لكتاب السيناريو إلمام جيد بما يسمى بذهنية الطبقة المتوسطة المغربية وكذا خط الفقر مع مراعاة الرسالة التوعوية والثقافية للمغاربة لا سيما أن المغرب انتربولوجيا يعتبر مشتلا خصبا للصناعة السينمائية والدرامية، لكن الفرنكوفونيين من كتاب السيناريو لا يملكون من أمرهم غير بطائقهم الفنية وقربهم من الاذاعات الوطنية فيما أغلب العربوفونيين يسقطون في الابتذال حد التفاهة أو استنساخ أعمال أجنبية ك”الدم المشروك” الذي تعرضه القناة الثانية ولو حاولت خلية الكتابة وضعه في سياق مغربي.

لعل ” الدم المشروك” الذي يتم عرضه على القناة الثانية خلال هذا الشهر الفضيل يؤكد على معضلة الكتابة، بحيث أن كاتبته مصرية الجنسية، وإن حاولت الشركة المنتجة له وضع خلية مغربية لإعادة كتابته إلا أن تلك الخلية تنقصها كفاءة الالمام بالحساسيات الثقافية والاجتماعية المغربية ، وذلك لسبب بسيط أن القصة الأصلية ثقافيا تختلف إن لم تتعارض مع المخيال الجماعي للمغاربة.

من أجل فهم هذه الاشكالية ، ستكون منصة اليوتيب بما هي منصة متاحة للعموم وولوجها مرتبط بإرادة المتلقي لا غير ، إحدى الوسائل التي تقربنا من مدى نجاح عمل درامي أو كوميدي ، وعليه نبني استنتاجاتنا.

“الدم المشروك” إضافة إلى التلفزة ، يعرض أيضا على منصة القناة الثانية على اليوتويب والتي يصل عدد مشاركيها إلى حوالي عشرة ملايين مشارك، فيما لا يتعدى مشاهدي الحلقة من المسلسل بالكاد تتخطى ال 5 % من مشاركيها ، إضافة إلى التعاليق السلبية الغالبة .
بيد أن سلسلة “ياه ولايني ؤوهو” وهي سلسلة هزلية تُعرض على قناة ماسيليا برود على منصة يوتيوب إلا أن كل حلقة من حلاقتها يشاهدها أكثر من 120% من المشتركين في القناة ، علاوة على ارتفاع عدد المشتركين بأكثر من 30% .
قد يبدو للبعض هذه المقارنة غريبة ، لكن هي الوسيلة الأدق والتي تتيح للمتتبع معرفة اتجاه المتلقي لما تتيحه منصة يوتويب من التفاعل والمشاركة الفوريين .

وتتميز سلسلة “ياه ولايني ؤوهو” بتقديم محتوى فكاهي يستهدف مجموعة متنوعة من الأعمار. يمكن ومقارنتها بالأعمال المتلفزة.إذ تتمحور حلقاتها حول مواقف حياتية طريفة، وتتناول مواضيع اجتماعية وثقافية بطرق ساخرة تسلط الضوء على القضايا اليومية. أكثر تنظيماً في سرد القصص رغم المدة الزمنية القصيرة، رغم أن ميزانية إنتاجها أدنى بكثير من ميزانية إنتاج “الدم المشروك” مع استخدام نفس الاسلوب في الانتاج، وهو ما يمكن ملاحظته على مستوى الشخصيات والمواقف .

يمكن الجزم إن “ياه ولايني ؤوهو” تقدم نموذجًا جديدًا للأعمال الهزلية من خلال استغلال المنصات الرقمية، بينما تبقى الأعمال التلفزيونية الكوميدية تحمل مكانتها الخاصة بفضل الإنتاجات العالية والقصص المنسوجة بشكل مُحكم. يعكس هذا التنوع في أساليب الفكاهة تفضيلات الجمهور المتغيرة ويعزز من خيارات الترفيه المتاحة في العصر الرقمي.”ياه ولايني ؤوهو” نموذج للأعمال التي يمكن أن تجذب الجمهور الأوسع لو التفتت الجهات المسئولة إلى مثل هذه الطاقات الشابة والمغامرة عوض الاذعان لسلطة المستشهر الذي لا يمل من الوجوه المكررة ، والذي لا يهمه من الدراما غير من يروج لسلعه .

Loading...