بالفيديو والصورة : قلعة مكونة مدينة معروفة عالميا بإسم الورود

المغربية المستقلة  : كريم أمزال

تحتفل منطقة قلعة “مكونة” التابعة لإقليم تينغير بموسم “الورد” الذي يبدأ في أول أبريل من كل عام ويستمر حتى اخر شهر مايو، ويتم خلالها جني الورد وفق طقوس لا تخلو من الرقص والغناء في صورة مهرجانات يومية صغيرة، بالإضافة إلى دوري المنافسة بين المزارعين لاختيار أفضل المحاصيل وأجودها، وحصول صاحبها على جائزة مميزة، خلال المهرجان.

المعدل السنوي لإنتاج منطقة قلعة مكونة أو وادي الورد يبلغ حوالي 3 مليون طن من أوراق، وتبلغ قيمة هذا الإنتاج حوالي 30 مليون درهم -3 مليون دولار-، ويصدر 70 في المائة من انتاج المنطقة إلى معامل العطور ومستحضرات التجميل في فرنسا، ويوجه 30 بالمائة من الإنتاج إلى السوق المحلي، حيث يباع المحصول في صورته الأولية “أزهار” أو بعد تقطيره واستخراج “ماء الورد” أو المجفف الذي يباع طوال العام في مختلف أنحاء المملكة المغربية.

الورود العطرية التي يتم جنيها تستخدم في صناعة العطر السائل ومستحضرات التجميل ومواد التطهير السائلة والصلبة ومصنوعات الديكور المنزلي، وتعمل جميع الأسر في المنطقة في زراعة الورد والصناعات القائمة عليه، وتنتشر معامل التكرير المصغرة في المنطقة، وأدوات تجفيف الورد وورش صناعة الديكور المنزلي من أوراق الورد، حيث لا يوجد في المنطقة كلها شخص لا يعمل، الجميع له دور في رزق الورود، أما في الزراعة أو الصناعة أو التوزيع والتجارة، ونظرا للعائدات المادية الكبيرة التي تعود على الدولة، قام المزارعون بالتقدم إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري -الزراعة- بطلب الحصول على الأراضي المجاورة الغير مزروعة في وادي الورد أو وادي مكونة لاستطلاحها وتوسيع الرقعة الزراعية، ومساحتها حوالي 12 هكتار، بحيث يتم توزيعها على المزارعين بالتساوي وبأسعار رمزية، وهو ما تم الموافقة عليه أول عام من كل سنة، ويتم دراسة الحالات المتقدمة للحصول على الأراضي البور على أن تكون الأولوية لمن لا يملكون أراضي في الوادي أو أصحاب المساحات الصغيرة، ثم المساحات الأكبر، كلا حسب قدرته على الاستصلاح.

المزارعون يعتمدون على مياه الأمطار في فصل الشتاء لزراعة الورد، ولا يتم استخدام الأسمدة الصناعية أو المبيدات الكيماوية، وتستخدم مواد طبيعية مائة بالمائة في الزراعة بدأ من التسميد وحتى مقاومة الحشائش الضارة والمتطفلة ومكافحة الحشرات والديدان، كما تستخدم المعدات والأدوات البدائية كالتي كان يستخدمها الآباء والاجداد مثل المنجل والخطاف ومحراث المواشي والمدراة وتستخدم الدواب لنقل المحاصيل والتنقل بين المزارع ولا يسمح أبدا بدخول الآلات الحديثة أو المحاريث الميكانيكية إلى المنطقة، والتي يحرص أهلها على ان تبقى دائما بعيدا عن أي ملوثات للتربة أو الطبيعة داخل الوادي

Loading...