كتاب الرأي : الخياليون ينعشون سيد الفنون

المغربية المستقلة :
بقلم : منصف الإدريسي الخمليشي

كان لعشاق سيد الفنون بمدينة سلا مع عرض مسرحي تحت عنوان ” خدامة توت أوبسيون ” من تنظيم جمعية الخيال للتنمية المسرحية و السينمائية , في إطار مسرح المغربي , و هو العرض الثاني عشر في هذا البرنامج الفني , و هذا العمل يعالج مجموعة من الظواهر لعل أبرزها التشغيل في البيوت الذي لطالما تعاني منه فتيات القرى على وجه الخصوص التي تترتب عنه ظاهرة الأمية المتفشية , بحيث قد تم إقحام قضية السياحة الجنسية بطريقة ضمنية , بحيث هناك شخصية منصورة التي أداها المخرج و الأستاذ سعيد الخالفي في قالب سخري , التي حاول من خلال إعداده لهذه الشخصية إبراز الشيء الذي لا زالت الأنثى العربية على العموم تعاني منه و المرأة المغربية بصفة خاصة ألا و هي ظاهرة التحرش الجنسي , في حين عز الدين آكة الذي أدى دور الخليجي الذي جاء يبحث عن أجساد للبيع بوصفه أن ” المصاري ” تجلب كل شيء في حين حاولوا من خلال هذا العرض إبراز جانب خطير و هو التفاوت الطبقي , و التحقير من مهنة عاملة بيوت , و حرمانها من أدنى حقوقها الطبيعية كالأكل و النوم , و كانت أحداث ذات أهمية بالغة و قد تم التركيز عن رسالة أن الفتاة مكانها الطبيعي الملائم لها هي ” المدرسة ” في حين بعض الآباء الغير الواعون بما يمكن أن يترتب عن إرسال بناتهم لفضاءات بعيدة من أجل قد يتعرضن لهتك الأعراض و ربما لبيع الأجساد و في حين آخر بعض الآباء همهم الوحيد هو المادة و تناسوا بأن القيمة فيما هو معنوي .
و في نهاية المسرحية كانت نهاية صادمة لا بالنسبة للجمهور و لا للفريق الفني , بحيث منصورة هي مجرد شخصية وهمية جاءت تتجسس من طرف أحد المنظمات الدولية لمراقبة الوضع المأساوي لعاملات البيوت و كانت الرسالة ظاهرة , و الجمهور كان جد واع بما له و ما عليه و هو الشيء الذي اعتادت عليه جمعية الخيال للتنمية المسرحية و السينمائية بمدينة سلا هو صناعة جمهور , القاعة كانت مكتظة عن آخرها , و قد تم توجيه رسالة مباشرة للمسؤولين عن قطاع ”المسرح” بالمدينة , بحيث في غياب اهتمام و دعم لهؤلاء الطاقات , اضطرت الجمعية أن تضع ثمن رمزي من أجل مشاهدة العرض , و الغريب في الأمر أن القاعة امتلأت عن آخرها و لا زال هناك خصاص للتذاكر هذا إن دل على شيء سيدل على تعطش و جفاف تام لمثل هذه المبادرات …

Loading...