المغربية المستقلة : عزيز احنو
حينما نتحدث عن معركة تازيزاوت ، فإن التاريخ يعود بنا إلى 20 غشت 1932حيث كانت المقاومة المسلحة منذ 1916 تتراجع نحو الجبال إلى أن بلغت منطقة تازيزاوت ، وحيث هيأت القوات الفرنسية فيلق تادلة وفيلق مكناس وقبائل زيان التي أخضعها القايد أمهروق بالقوة والنار والحديد ، وجئ بهم قهرا لمقاتلة إخوانهم بجبل أغدو وتامدركانت بتازيزاوت حيث الطبيعة الخلابة وحيث الأرض الطيبة التي يتعايش فيها الشعب الأمازيغي الأصيل في هناء ورغد العيش والطمأنينة ، وهناك كانت المجزرة التي طمسها التاريخ الوضعي هناك أكل الإنسان أخاه الإنسان ، هناك طبخ الدم الأمازيغي لعيالة الأطفال هناك يفر المرء تاركا أبناءه في مغارة ، ليقنبلها مساعدي فرنسا ،هناك كانت مجزرة الأمازيغ على يد فرنسا الإمبريالية .
هناك تدفع المرأة الرجل إلى القتال بندب أهدابها وبزغاريد أخرى على شاب إستشهد ، أو مقاوم سقط ، هنا أو هناك بمعركة تازيزاوت، هنا ينسل سيدي المكي أمهاوش حفيد سيدي بوبكر أمهاوش قائد اتحادات ايت سغروش ايت امكيلد زايان وايت سخمان بجلبابه الأبيض فوق بغلته البيضاء ليقول للفرنسيين ها قد إستسلمنا أوقفوا ذبح الأطفال لكي لا يرى المزيد من تقتيل الأطفال والشيوخ والنساء بقنابل القايد والعصابة القايدية .. فقط هنا تنتهي المؤامرة ، ترى هل هدأ بال فرنسا بعد أن حرمت شعب أمازيغي من العيش في هناء وحياة طبيعية لتخضعه للسلطة المركزية ؟ أظن لا، ففرنسا إقترفت أكبر جريمة في تاريخ البشرية في حق الشعب الأمازيغ الأصيل ، عندما كانت ترتكب أكبر مذبحة في حق الأمازيغ بأم عينيها حيث جاءت بالآلية العسكرية الضخمة لتقتل قبائل أمازيغية فرضت عليها الحرب قهرا ، هنا كانت أكبر هضبة لجثث آدمية إمتزجت دماءها بدماء القطعان والدواب والأطفال والشيوخ والعذارى ، ورافد الدم يسيل تلعب فيه الجرذان والزواحف ، ويطفو عليه تسبيح الفقيه ،تازيزاوت المجزة الأمازيغية التي لن تنساها الأجيال التي عاصرتها والأجيال التي سمعت حكاياتها والأجيال القادمة ، والتي سوف تبقى وصمة عار على جبين الفرنسيبن ووصمة عار على جبين القايد الزياني الذي ذبح الأمازيغ إرضاء للنصارى ..
اليد المتسخة لفرنسا ، لنيل وسام القايدية ووسام الباشوية من المخزن المركزي ، هلموا جميعا في شهر شتنبر القادم حيث ذكرى مجزرة تازيزاوت بجبال الأطلس الكبير. لنذكر المجرمين بالدم الأمازيغي الذي سال بنهر أغدو وتابادوت وتامدركانت ولذكرهم بجرائمهم البشعة وحتى لا تتباهى فرنسا يوما بديموقراطيتها ومساواتها وأخوتها وحريتها .. فهي لا تزال ملطخة بدماء الشهداء الأمازيغ الأبرياء ..
ترى ألم يحن الوقت لوضع فرنسا في خانة مجرمي الحرب وتعوض الأهالي بجبر ضرر جماعي للقبائل الأمازيغية، أم أن مبدأ عفى الله عما سلف أصبح مخرجا للمجرمين والمفسدين.