خنيفرة: مشاريع الدعم الإستثنائي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة لدعم الفنان المتضرر من جائحة كورونا، نعمة أم نقمة على أسرة الفن..

المغربية المستقلة: متابعة عزيز احنو

أطلقت وزارة الثقافة والشباب والرياضة مشاريع لدعم الموسيقيين والمسرحيين وفنون الكاليكرافيا والتشكيلية مؤخرا لمساعدة الفنان الذي تأثر من جائحة كورونا، والتي همت الفنانين الحاملين لبطاقة الفنان، وسوف يستفيد من هذا الدعم كل فنان حاصل على بطاقة فنان وخاضع للشروط المسطرة بالإستمارة المطروحة ببوابة الوزارة، وقد استبشر الفنان خيرا بهذه المبادرة القيمة.

وقد عاشت أسرة الفن أسبوعا يتنقل فيها بين الإدارات ليخضع للقوانين الإدارية المشروطة بدفتر التحميلات، من قبيل استيلام وثيقة ضريبية خاصة بالفنان والتي تتطلب بدورها مجموعة من الوثائق من قبيل صورة شمسية للبطاقة الفنية والبطاقة الوطنية ورسم السكن أو تصريح بالشرف، وكذا الحصول على شهادة بنكية وطابع يحمل اسم الفنان ورقم هاتفه… العديد من الوثائق وجد معها الفنان صعوبات في تجاوزها كتعهده بتسليم مبلغ مالي خاص لجميع المشاركين في القطعة الموسيقية التي يعتزم تقديمها بعد تسجيلها وكتابة مضامينها وترقيم مدتها الزمنية وإنشاء عنوان إلكتروني لبعث جميع الوثائق إلى موقع الوزارة التي سوف تبث في انتقاء المشاريع التي تم قبولها، ليتم صرف نصف المبلغ المطلوب لدعم المشروع وبعد ذلك يتم ارسال الملف كاملا بعنوان الوزارة المذكور قبل يوم الجمعة 3 يوليوز 2020 قبل الرابعة زوالا.

ترسانة ورقية لم يكن للفنان بها علم من قبل، قوانين جديدة على الفنان الشعبي المغلوب على أمره والذي تضرر من جائحة كورونا والحجر الصحي لتزيد الوزارة الوصية من معاناته عبر التقيد بالعديد من الوثائق والقوانين، مساطر جد عسيرة تجبر الفنان على التعاقد مع أعضاء المجموعة وحامل بطاقة حقوق التأليف بأداء مبلغ مالي متفق عليه مسبقا.

ورغم ما عاشه الفنان الحامل للبطاقة الفنية مؤخرا عبر التنقل بين المصالح الإدارية والتقيد بقوانين جد معقدة، إلا أن الأمر قد تكون له فوائد عديدة مستقبلا وهو بداية هيكلة القطاع وتنظيم الفن والقطاع الفني، حيث سوف يجبر الفنان على الإدلاء بمداخيله لدى مصلحة الضرائب وكذا اعتباره مقاول ذاتي في مجال الفن له َماله وعليه ما عليه، كما أنه تعامل مع العديد من المصالح الإدارية التي بدورها تلزم الفنان بتوقيع بالتزاماته، وتصحيح امضاءاته.
دعم المشاريع الثقافية كان لها أثر إيجابي على نفسية الفنان الذي بدأ يحس بأن الدولة سارية في الإ هتمام بالفن والفنان بجميع أطيافه وهي مناسبة ارغمت الفنان على التضامن مع زملاءه في الشغل ومكنت محلات التسجيلات والمطابع وأصحاب الصور الشمسية من العمل بعد ركود دام لسنوات.

النموذج من إقليم خنيفرة التي عاش فيها الفنان أسبوعا عصيبا عبر تعامله مع الإدارة والتنقل ودفع مصاريف ورقية وتسجيل وإنشاء التزامات مع زملاءه من حاملي بطاقة الفنان وبطاقة حقوق التأليف، وفتح حسابات بنكية تفوق المائة ومناسبة جعلت أسرة الفن تتضامن يدا في يدا لمواجهة هذا الإمتحان العسير، إلا أنه متوجس من عدم التفاتة الوزارة الوصية عبر لجانها التي كلفت بمهمة انتقاء المشاريع إلى هذه الشريحة التي عانت طويلا من الإقصاء والتهميش وخاصة في ظل جائحة كورونا المسبب لمرض كوفيد 19 حيث التزم بالحجر الصحي وانقطاع الأعراس والمهرجانات ليتقلص دخله، لتتجه الوزارة الوصية إلى دعم الشريحة الرباطية والفاسية والسلاوية، وان لا تخضع العملية لمعايير والشفافية والنزاهة و ليصبح الفنان الشعبي والأمازيغي خاصة في وضع الهشاشة جراء حرمانه من هذا الدعم الإستثنائي الخاص بمساعدة الموسيقيين والمسرحيين والفنانون التشكيليون.

ترى هل دعم وزارة الثقافة الإستثنائي برسم سنة 2020 نعمة أم نقمة للفنان الشعبي؟ هذا ما سوف يظهر جليا خلال نتائج الإ نتقاء خلال الأيام القليلة المقبلة..

Loading...