المغربية المستقلة: بقلم د/مصطفى توفيق
عندما حصد الطاعون حياة 200 مليون إنسان سنة 1347 أعتقد البعض أن العام الذي ظهر فيه الطاعون يعد الاسوأ في تاريخ البشرية و أعتقد البعض الآخر أنها نهاية الحياة ، و بالرغم من هذا العدد المخيف في الأرواح التي غادرت إلى دار البقاء نتيجة تفشي الطاعون الذي لم ينفع معه علاج وقتها، عادت و استمرت الحياة من جديد إلى أن دق جرس سنة 1918 ، الذي عرف بوباء جديد تحت مسمى “الانفلونزا الإسبانية” الذي انتشر أعقاب الحرب العالمية الأولى في أرجاء العالم، وأودى هو الآخر بحياة 100 مليون إنسان، حيث أعتقد المؤرخ ألفريد دبليو أن أصل الوباء يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والحقيقة التي لا يمكن نكرانها أن المؤرخين أكدوا أن الإنفلونزا الإسبانية لم تفرق بين الكبار والشباب والمرضى والأصحاء، و مع مرور الأيام استمرت كذلك الحياة وعادت إلى طبيعتها إلى يومنا هذا الذي تشهد فيه سنة 2020 إنتشار فيروس كورونا المستجد المعروف بإسم كوفيد 19 الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، والذي أصاب 4144750 شخصا و أودى بحياة 281764 منهم حسب موقع صحتي، إلى حدود كتابة هذه السطور بتاريخ 10 ماي 2020 16:50
إن العالم اليوم يعيش حربا عالمية جديدة بطلها فيروس قاتل غير مجريات الحياة الطبيعية، و جعل حكومات العالم تتخد إجراءات وقائية تتلخص في الحجر الصحي و إستعمال الكمامات الوقائية و الابتعاد بمسافة متر بين الناس املا في الحد من إنتشاره، و مما لا شك فيه أن علماء الوبائيات يسارعون الزمن لاكتشاف لقاح فعال لانقاد ما يمكن انقاده، و هذا ما تطمح إليه شعوب العالم لتعود الحياة مرة أخرى إلى طبيعتها ، و هذا وارد خصوصا إذا رجعنا إلى التقرير الذي سبق و أن نشر على صفحات مجلة سيونس العلمية (نوفمبر2018 ) الذي يشير إلى حقيقة تابثة و راسخة عبر التاريخ، مفادها أن كوكبنا قادر على إعادة النهوض دائما بعد كل كارثة قد تصيبه، و ما يعطي الأمل للانسان أن الحياة لم تتوقف إلا حين يشاء الله، و ستظل تجربة الإنسان و تعايشه مع الأوبئة يمهدان له الطريق للاستعداد إلى التغلب على ما هو قادم في المستقبل القريب أو البعيد.