المغربية المستقلة : بقلم ذ/حسن المولوع
يبدو أن وزارة الداخلية لا تعترف بالمجلس الوطني للصحافة حسب قراءتي الخاصة للوضع
يمكن لي أن أقول اليوم أنني فهمت لماذا وكالة المغرب العربي للأنباء سارعت إلى إصدار بطائقها الخاصة ورفضت بطائق المجلس الوطني للصحافة عبر بلاغ أصدرته في ال 23 من مارس . في ذلك الوقت وعندما كتبت عن لاماب مدافعا عنها كنت أحس بأن الخطوة الجريئة لمديرها ليست بريئة ، وقلت مع نفسي لا يمكن أن يتخذ قرارا بإصدار بطائق خاصة بالوكالة وينشر بلاغا ناريا ضد المجلس الوطني للصحافة بطريقة عشوائية وبدون تفكير ولا تخطيط ، لا يمكن إطلاقا ما لم تكن هناك إشارة خضراء من الأعلى (…)، اليوم تأكدت بأن خطوة لاماب كانت مدروسة إن لم أقل متفق عليها …
ملاحظة واحدة في البلاغ تكفي وتلخص الوضع ، إذ أنه لم يذكر ولم يشر إلى شيء اسمه بطاقة الصحافة المهنية، وفي ذلك عدم اعتراف بها رغم وجود قانون خاص بمنحها ،وركز على شهادة موقعة من طرف رؤساء المؤسسات الإعلامية العمومية والإذاعات الخاصة علما ان هاته الأخيرة غير ممثلة في تشكيلة المجلس الوطني للصحافة …
لست فرحا ولست مستنكرا لبلاغ وزارة الداخلية لأنها من دون شك تعلم بالوضع السائد بالمجلس لذلك فهي لم تستشر معه ولا مع النقابة، أنا منزعج وغير راض على وضع المجلس الوطني للصحافة الذي وبسببه تم إقصاء المنابر الإلكترونية وكأن الداخلية تقول للمجلس “أنت لم تقم بدورك فيما يخص تنظيم المهنة لذلك فنحن سنترك فقط الإعلام العمومي ليكون هو المزود الرسمي لكافة المنابر بالأخبار تفاديا للاخبار الزائفة والبحث عن البوز ، وكذلك سنترك الإذاعات الخاصة لأن الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري تضبطها وفق القانون المؤطر لها ، فنحن لا نخشى من أي انفلات للاعلام العمومي ولا الإذاعات الخاصة لأن هناك من يضبط سيرهم المهني ، أما الصحافة الإلكترونية فأغلبها غير منضبط رغم وجود ميثاق أخلاقيات المهنة الذي ظل حبرا على ورق ” ..هذا ما فهمته من مضمون البلاغ ..
وللإشارة حتى وإن تدخل المجلس والنقابة واستنكرا ما جاء في مضمون البلاغ فإن النتيجة واحدة وهي أن الداخلية لا تعترف بهما وتناستهما عمدا ولم تستشر معهما، وتدخلهما بعدما وقع ما وقع وكأنه يعتبر طبقا للمثل الدارج (البكا ورا الميت خسارة ) …
والغريب انه حتى في الدول التي توجد بها الحرب لا يتم استثناء المنابر الإعلامية او التمييز بين اعلام وإعلام ، والحال أننا لسنا في حرب كما هو متعارف عليه ومع ذلك تم التمييز ، وكأن الدولة بدأ يزعجها اعلام البوز، واليوم تعطي رسالة قصيرة ومشفرة للمجلس قائلة له ” قم بتنظيم المهنة طبقا لمقتضيات القانون وابتعد عن الحسابات الضيقة وما ذلك إلا همسة في أذن الغافل “…
ملاحظة أخرى وأخيرة ، أن البلاغ لم يذكر ولم يشر إلى الصحافيين المعتمدين بمعنى أن الدولة بدأت تنزعج من الإعلام الذي يروج المغالطات عن المغرب إلى جانب أخبار البوز التي تروجها بعض المواقع الإلكترونية وخير دليل هو البلاغ الذي أصدره قطاع الإتصال بهذا الخصوص قبل رحيل الوزير عبيابة ، وعلى ما يبدو فإن الدولة تقول للقارئ والمشاهد ” في هذه الظرفية خذ الأخبار من الإعلام العمومي فقط ،ولا تنجر الى أخبار البوز ” فهل التقط المجلس الوطني للصحافة رسالة وزارة الداخلية أم سيتغاضى عنها ؟..
سؤال ستكشف عنه الأيام