كتاب الرأي : “الطموح كنز من كنوز الوجود”

المغربية المستقلة : بقلم عمر راشد المسناوي

عمر راشد المسناوي

لكل منا قناعاته الفكرية والعلمية وجلنا ، ينتمي لبيئة مختلفة، وبثقافة مختلفة، لكننا سواسيين نحتكم للصواب، ونجعله موجهنا ونقطة إلتقائنا ، الإختلاف لا يفسد للود قضية ، شريطة أن لا يصبح خلافا، يجني على المكتسبات ويثنيك عن وجهتك الحقيقية….
حتى وإن صادفت محيطا لا يتسع ولا يقدر على إستيعاب أفكارك بنظريته الحاقدة…
فهاجر…
الطيور أيضا تهاجر…
الرياح تهاجر
الشمس والقمر كذلك يهاجران…
لا تبقى حبيسه لأنه سيثنيك عن هدفك الرئيسي…
تجاهل …وتجاهل ثم تجاهل وإن وصلتك مذمة فضعها تحت رجليك وأبني بها جسرا كي تراهم من فوق …
إن سلكت طريقا …لا تتوفق فيه بارحه وأسلك مسارا آخر ، ففي التغيير تغيير حقيقي …وفي المكوث عذاب ذهن وعقل وضمير… و
عندما تتيه وتختل بوصلتك عد إلى ذاتك ورافق نفسك ، ستكتشف قيمتك الحقيقية، وعندما يتأتى ذلك إمض ولا تهتم لمذمة الحاقد ،
إجدف بسفينتك ،حافظ على ركابك الذين أختاروك طوعا لا كرها ، تشبث بهدفك ، تسلح بعزيمتك لا تيأس أبدا ، لربما الطريق البحري الذي سلكتَه في البداية لم يكن صالحا ، أو الذين ظننتهم ركابا حقيقيين كانوا مزيفين ، ركبوا معك كي تصل بهم لحيث أرادوا …لا تبالي ولو علمت أنهم إتفقوا على ما أتوا من أجله يكفي أنك ستصل في النهاية ، ما هي إلا مسألة وقت فقط .. وتأكد دوما أن
التواجد ضمن الكبار لا يعني أنك كبيرا أوأصبحت كذلك،كن كبيرا كي ينظر إليك كذلك،وهذا يتأتى عندما تتصالح مع ذاتك وتعطيها ما تستحقه ، ولو أردت أن
تزيل الشخص من الوجود بالتحامل عليه، وتشويه سمعته لكن فكره لا يموت لذلك فنحن كالبذور كلما تم دفننا نبتنا من جديد وثكاثرنا..
سأمضي قدما
سأرفع رأسي شامخا
سأسير وقافلتي في طريق هذا العالم النبيل الذي جذبني غير آبه لكل من تأبط عصى لشل حركة عجلتي ، وإنهاك أفكاري ، بالله جئنا لهذه الدنيا وبتوفيقه نصل لمبتغانا ، لا النباح يوقفني ولا الصعاب ثتنيني ، سلاحي قلمي وفكري لا جيبي،
عندما لا يغريك ما يلهث وراءه الأغلبية الساحقة ، على حساب قناعاتك الفكرية والمعنوية، تأكد أنك على المسار الصحيح..
عش في الذنيا لا تعر إهتماما لإنتقادات الأخرين إسمعها فقط ثم بعد ذلك دونها في ورق يكون مصيره سلة المهملات …أو خدها وأبني بها برجا ،تصعد به لمبتغاك او على الأقل أن تبتعد عن إساءاتهم…
وإذا أتاك يوما إنسانا بلغ من المشاكل من أخمص قدميه إلى قن رأسه،ليحكي لك، فأستمع له بإمعان ولا تقل له لماذا لم تقم بهذا كي تتجنب ذلك…
احسن الإنصات، وقل له
لعل الله يريد بك خيرا،
لعل الله يختبر درحة صبرك
لعل الله يحبك، لدلك ابتلاك
لعل الله سيجعل لك بعد العسر يسرا
,لعل الله يجعل لك مخرجا جديدا
حتى وإن لم تجد من يسمع ل،
فأذهب في نزهة للبحر ، إحكي له كل ما تكنزه من هموم وغموم قدر تنخر سلامة بدنك وتفكيرك، ما إن تبرق الموج ، أصمت كي لا ينقل ما قلته للصخور والأجراف…
فأذهب للطبيعة ، إختر مكانا انزوي فيه ،استلقي على ظهرك ، وراقب عظمة الخالق ، في ملكوته، احكي ما بداخلك ولا تنهض إلا وغروب الشمس،عندما تمسي حمراء ، لزبة …
اركب قاربا ، لوحدك ، احكي وانت تجدف، وتصارع الامواج، ولا تخرج إلا وانت خاوي الوفاض،من كل ما يؤرق راحتك النفسية،
تخلص من الهم وصاحبه معا وفي ان واحد…
حتي وإن ظُلمت ورأيت ما يخصك يستغل امام مرأى منك فلا تبالي ،فمن رزق إياه ،سيرده لك مضاعفا، …
الظلم ظلام والترامي في ملك الغير حرام.
الزور يضيق القبور ، ويسرق من صاحبه البهجة والسرور.
خيانة الأمانة، تجعلك محط مهانة ، تب كي لا تتعذب.
الغدر شر ، يلازمك طلية حياتك، ويعذبك في مماتك.
التحقير خطير ، انت ترى ويبقيك طيلة حياتك ضرير.
الكذب والنصب عذاب
النفاق يذهب الأخلاق
هذه الحياة سفينة ، ونحن ركابها ، لها ربان يجعلنا نفعل ما نريده، وكل منا ،مسؤول عن ما سيصدر عنه، وفي الصواب، المحافظة، على السفينة كي تصل لبر الأمان…
التربية والعلم ، تجعلك تتسلق جميع الجبال ، لتصل كل القمم…
تحياتي لكل المكلومين الذين بلغ بهم السيل الزبي وما زالوا صامتين، ينتظروف قدر الله…
نعيش في الدنيا ولكل منا ما يبتغيه من صحبة الأخر…وإنطلاقا من قناعتنا فإننا نصاحبهم من أجل تبادل ما يخالجنا من شعور نزيه وبريئ، ومنهم ما يضن في نفسه أننا نصاحبهم من أجل قضاء مأرب شخصي ضيق، كن على يقين تام بأن عجلة الزمن تدور ولكنها لا تسلك نفس الطريق، بل تغير طريقها لتبحث عن ركاب جدد يجيدون فن الصداقة الحقة .
كما يقال لا تبحث عن الصديق لتكسبه بل ابحث عن المال وسيأتي لوحده ، وهذا بطبيعة الحال الصديق الذي يؤمن بالمادة كمعيار للتعايش لذلك فإنه يعيش حياة زائفة ومصطنعة و تجده في كل وهلة يغير جلده كالحرباء، لينال رضى سيده.
لنا قناعاتنا الشخصية والأخلاقية لن يغيرها الزمن ،سلاحنا قربنا من الله …ولا خاب من كان الله حسبه…ولو طال الليل لا بد من طلوع شمس الضحى لكي تظهر الحقيقة للعيان،
إنشغل بالإستماع لأحابيلهم وإشاعاتهم لربما عندما تفطن لهم، قد تجد الوقت قد داهمك، وستنظر من حولك ستجد نفسك وحيدا مسكينا ، لا سند ولا عون لك … لا تسمع حاول أن ترى بأم عينيك أولا، وحلل بعقلك لا بعاطفتك وأنظر للأمام وللمستقبل ، لا تكن وليد اللحظة …
كل من يخذلك مرة وتصفح عنه سيخذلك ألف مرة…لذلك وجب علينا نسيانهم وللأبد …و كل من سبب لك ألما في الماضي دون إسمه في سلة المهملات طبعا.
سر بثبات نحو وجهتك سوف لن تتعثر ،خد زادك عند كل إستراحة لكن لا تتوقف ولا تنسى أن
العدل الإلهي لا يستثني أحدا ،يقتص من الظالم وينصر المظلوم.
حافظ على أسرارك مهما نخر منك اليأس لأن السر لغم إما أن تتعامل معه بحذر فستستطيع المحافظة عليه ،وإما أن تسيئ إستعماله فينفجر عليك.
لا تفرط في من تحب وتحترم ومن أراد أن يرحل عنك بدون اي سبب يذكر أفتح له الباب ليغادر من غير رجعة…وأحكم غلق الباب من وراءه لكي لا يرجع مرة أخرى.
إكتسب سلاح العلم والفكر سوف لن تندم و سترى كيف ستعيش سعيدا…
وتحية لمن لا تحية له .

Loading...