محمد الرضاوي يكتب كلمة شكر لجريدة الانارة نيوز بمناسبة الحفل التكريمي

المغربية المستقلة : متابعة

بروح من الفخر والاعتزاز، حضيت الى جانب ثلة من الفعاليات الاعلامية والحقوقية والسياسية والادبية بتكريم بمدينة تطوان يومه امس الجمعة 25يناير، بتنظيم من جريدة الانارة نيوز الاخبارية التي يشرف على ادارتها الزميل الاعلامي مصطفى السملالي. مبادرة طيبة سنتها الجريدة بتنسيق مع الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والاعلام الالكتروني الى جانب جمعية ممتهني التصوير للتنمية والتواصل .
مبادرة تكريمي ضمن الفعاليات الحقوقية والاعلامية من طرف زملاء لي في مهنة الصحافة هو اعتراف لما تحمله هذه المبادرة من دلالات تبرز قوة ومتانة العلاقات بين الاعلامي والحقوقي والسياسي ..، محطمين بذلك تلك الحواجز الوهمية التي يريد البعض إقامتها حيث نرى في هذا الحفل التكريمي البهيج انه قد زالت تلك الحواجز والفواصل، ونأمل أن تترسخ ثقافة العمل التشاركي بين كل الفاعلين ، لما فيه من خير وتماسك فاعليها ؛ لأننا نعتبر أنفسنا جميعا وسائل سخرها الله تعالى لخدمة أبناء الوطن، وتحقيق أهدافه ومن مواقع متنوعة ومختلفة اختلاف تنوع وتكامل وإثراء .
مبادرة تكريمي الى جانب رفاق حقوقيين وزملاء صحفيين ليست لحظة تكريم عابرة، بل هي تجديد الصلة والتواصل مع فعاليات خدمت هذا البلد لمدة من الزمن وقامت بتنوير الراي العام الوطني ، لذا فهي لحظة للاعتراف بالجميل والجزاء بالإحسان، والتأسيس لثقافة الاعتراف يتطلب نوعا من التضحية ونكران الذات، والانفتاح على مجهود واجتهاد الغير، كمدخل لتوثيق أواصر المحبة بين فعاليات المجتمع المدني من جهة وبين الاعلام من جهة ثانية ، وأيضا التشجيع على المزيد من الإنتاج والعطاء . والتي تتوخى الارتقاء بالوطن ورقيه، ولعل من أسباب الرقي الحضاري أن يكرم المرء ويقدر، لما أعطى وقدم، فبهذا التكريم يحس بقوة الانتماء إلى الأرض والأمة والشعب والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، ويدرك أنه ليس وحده، ويزداد هذا الإحساس قوة عندما يكون التكريم من زملاء في المهنة قضينا معهم عمرا طويلا بشمال المملكة. وهنا يتخذ التكريم بعدا حضاريا، ولا تخفى علينا أهمية أن يكرم الانسان أثناء حياته وهو محاط برفاقه القدامى حيث يتجدد التواصل.

عندما نحضى بتكريم او ندعو إليه لتكريم لرفاقنا وزملائنا فإننا نكون أوفياء لقيمنا الأصيلة، النابعة من نصوص ديننا الحنيف التي حفظها الله تعالى من كل محاولات التحريف والتغيير، ذلك أن الأصل في فعل التكريم هو القرآن الكريم، الذي نص على تكريم الله للإنسان حين جعله على الأرض خليفة “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة“، وحين علمه الأسماء كلها “وعلم آدم الأسماء كلها“، وحين أسجد له الملائكة، “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا“، وحين منحه البر، وحمله في البحر، وفضله على كثير من خلقه “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا“. كما أنه امتثال لتوجيهاته تعالى حين يقول: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان“…
فلا جرم أن في لحظة التكريم تحمل مغازي كثيرة، وإلماعات بارعة، يدركها الحصيف، ويتقبلها المنصف بقبول حسن، أيا كان المضمار الذي يعمل فيه ذلك المرء؛ ولعل في مقدمة تلك المغازي إغراء أولي العمل والفضل لاسرة تحرير جريدة الانارة نيوز بمتابعة ما سنوه لأنفسهم وما درجوا عليه من مواصلة المثابرة وتحمل المشاق والمحن في سبيل ما نذروا نفوسهم لأجله من تنوير أبناء الوطن، فالتكرم اليوم برجالها وتكريم الإنسان الحقوقي إنما يعني الاحتفاء بحقوق الانسان اولا، وبالموقف الإنساني ثانيا…
فشكرا جزيلا للاخ والصديق والزميل مصطفى السملالي .

  • اخوكم محمد الرضاوي.
Loading...