المغربية المستقلة : ببصمة نورالدين بوقسيم

صراع الحضارات
حدثين غيرا ملامح التكتلات الدولية هما :إنهيار الإتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين فأعلنا نهاية الصراع مع الشيوعية رغم بقاء النظام الصيني و إستمرار كوريا الشمالية على نفس النهج لتتجه الأنظار نحو الصراع المحتمل القادم والذي تنبأ به فوكوياما بأنه سيكون بين الرأسمالية والأسلام.
هل الرأسمالية لا تقوم الا على مبدأ الصراع و المواجهة؟، لإعطاء جمهورها الإنطباع بوجود خطر داهم يترصد بها وأن عليهم الإستعداد لهذا الخطر وتوجيه سهام الترسانة الإعلامية نحو العدو المحتمل بكل ما أوتيت من لوجيستيك و عدة وعتاد و قاموس جاهز من أجل خلق مسميات حديتة لظواهر قديمة من أجل شيطنتها .
عند إنتهاء عهد الشيوعية تنبأ فوكوياما بهذا وكتب كتابا سماه نهاية التاريخ وصراع الحضارات وكان سبب شهرته سنة 1992 ليترجم الى عدة لغات …
ولد فوكوياما سنة 1952 وهو عالم وفيلسوف واقتصادي سياسي وأستاذ جامعي..
تخصص مؤخرا في تحليل التغيرات المجتمعية عبر العالم ،حيث قال عن الإنسان المسلم الحالي انه فقد هوية الإنتماء والتأطير فأصبح في وضع هش ما يسهل الأمر على التنظيمات المتطرفة لجذبه وتأطيره وهذا عامل خطير يتحمل مسؤوليته الأحزاب المعتدلة والهيآت لذى المجتمع المدني بكل مكوناته .
وقال عن القيادة للعالم بأنها سائرة نحو منحها للصين وذالك لعدة إعتبارات كونها في تطور وإستقرار منقطعي النظير إضافة إلى كونها في أوج العطاء بخلاف أمريكا التي يعدها في مرحلة الأفول والركود رغم العنترية الفارغة التي تتحلى بها والتعالى على الغير بسبب و بدون سبب .
وقال بأن هذا العهد هو عهد ظهور الرجل القوي بمعنى أن هناك دول ستتميز بظهور قائد قوي بكاريزما قوية وطموح لا متناهي يمكن هذه الدول من تبوأ مكانة خاصة بين الدول وهذا ما نلاحظه في بوتن مثلا الذي أصبح لايهاب التصريح بأن لديه أسلحة من الجيل الجديد ذات قوة تكنلوجية وأنه في طريقه لبناء جيش المستقبل، وهذه التصريحات لامحالة سيكون لها تبعات قد تشعل حرب باردة أخرى وسباق نحو التسلح ..
هذه على العموم كلها تبقى تحليلات ونظريات قد تصيب بنسب مختلفة وقد تخطأ لاكن الإشكال يبقى في التساؤل عن موضع العرب داخل كل هذه الأمواج التي تتقاذفها دون أن يكون لها مخطط للخروج أو حتى السباحة لإنقاد ما يمكن إنقاده وكأنها غير معنية بالأمر أو خارج التغطية لترهن مستقبل أجيال قادمة لا دخل لها بحماقة أجدادها وعبثهم بمقدرات اوطانهم رغم الخيرات اللامعدودة التي منحهم إياها الله.
والله المستعان.