خطير… فيروس دروس الدعم..ينتشر بسرعة وقادر على ان يقود الى الثراء

المغربية المستقلة  : بقلم حسن مقرز

تعتبر دروس الدعم تجارة مربحة في غياب الرقابة .فالكل يعلم ان انتشار الساعات الاضافية المؤدى عنها، يؤثر سلبا على جودة الخدمات التي تقدمها المنظومة التربوية، ويضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص في أوساط التلاميذ ،
وهو ما يدفع بالقول إلى أن بعض رجال التعليم الجشعين يستغلون مكانتهم من أجل إعادة بيع المواد الدراسية التي يتقاضون عليها أجرا من الدولة، وأصبح الأمر شبيها بالمضاربة في المعرفة.
وتتراوح واجبات هذه الدروس الخصوصية ما بين700 درهم و1200 درهم وأكثر للمتعلم الواحد، حسب المواد المدرسة وأهميتها وشهرة المدرس، كما أن هذه الدراسة تتم في غالب الأحيان، داخل غرف مكتظة بالتلاميذ تتجاوز المنطق التربوي والسلامة الصحية.
ومن الأساتذة من يجبر التلاميذ بطرق مباشرة وغير مباشرة على الانخراط في الساعات الإضافية التي يمنح فيها « دروسا » هي نفس الدروس المقررة في البرامج التعليمية والتي من المفروض أن تهضم في فصول المؤسسات داخل الحيز الزمني الرسمي الممنوح من طرف الإدارة والمؤدى عنه أجرا شهريا من المال العام ، دروس ليست بالضرورة لتقوية مستواهم الدراسي ورفع مردوديتهم بل مقابل منحهم نقطا إيجابية عالية في الامتحانات والفروض ولو دون استحقاق ، محاباة لهم أو عبر طرح أسئلة الواجبات تم التطرق إليها في حصة الدروس الخصوصية…
بالنسبة لهذه الفئة من التلاميذ المستفيدين من “الساعات الإضافية” والتي أصبحت تعتاد على تلقي الدروس والشروحات الجاهزة وأجوبة التمارين دون أن تكلف نفسها عناء البحث والإجابة الأمر الذي يدفعنا بالقول بأن الأستاذ في الدرس الخصوصي أصبح مجرد مساعد للتلميذ على اجتياز السنة بنجاح دون مراعاة أهمية “التكوين” و”الدعم” و”التقوية”. ناهيك عن مسألة الضغط الذي تعانيه هذه الفئة من التلاميذ الخصوصيين! إن صح التعبير، يتراوح بين ضغط القسم وجحيم الساعات الإضافية وذلك على حساب الحق في اللعب والتجول وممارسة الهوايات والعيش بشكل طبيعي.
و أكثر من ذلك أن بعض الأساتذة يفصحون صراحة بأن المستفيدين من الدروس الخصوصية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون من نقط الامتحان، أما الذين لا يرغبون في الدروس الخصوصية لأسباب مادية محضة ، فإنهم يعيشون على أعصابهم ، حيث يجدون أنفسهم بين مطرقة القلم الأحمر ، وبين سندان غياب النقود.
فهل مذكرات وزارة التربية الوطنية كفيلة بالقضاء على « ظاهرة  » الدروس الخصوصية؟وتجار التربية والتعليم ؟

Loading...