لماذا التلقيح و الجواز و الزواج و …؟؟!!

المغربية المستقلة  : بقلم حدو شعيب

أرفض التلقيح والجواز والزواج والإنجاب والعقود والقروض وجميع أشكال القيود.. كما أنني رفضت سابقا التصويت والمشاركة في جميع المسرحيات التي تسيء للعقول.. ليس لأنني أتقمص شخصية سنفور الغضبان أو أحمل فكر نيتشه المتشائم!! ولكنني أحمل هذه الحزمة من اللاءات لمعرفتي المسبقة بجغرافية الرقعة البئيسة التي أقبع بها ولخبرتي بلوجيستيك الحربائي ذو السلالة المتحورة المتبع في زريبتنا.. كما أنني أحفظ قواعد اللعبة عن ظهر قلب.. أما منصة العشاق فقد غادرتها باكرا حينما اكتشفت أنني عاشق سيئ غير ملتزم بالقواعد ومتمرد على القوانين الرتيبة الشبيهة بنصوص الدستور التي لا يتم تعديلها.. إذ سرعان ما أشعر بالملل والضجر فأركض مبتعدا…

وطني ليس موطن مشاريع عائلية ولا مهنية وأيضا بعيد كل البعد عن المشروع الديموقراطي التنموي الكبير.. لست مع نظرية المؤامرة ولكن أجدها مغامرة!! مسألة بناء شيئا ما وأنا أعلم أن كل إعمار مهدد بالدمار.. فأسهل شيء في بلادي هي أحكام الإعدام.. إعدام مسار مهني.. إعدام مستقبل عائلة.. قطع الطريق أمام مشروع دراسي.. تخريب نشاط سياسي.. خنق عمل حقوقي وجمعوي.. الإجهاز على الإبداع بشتى تلاوينه… باختصار هو في الحقيقة إيقاف للنبض واغتيال لأي مشروع قائم هدفه البقاء على قيد الحياة..

مسألة التمرد والفكر الثوري اكتشفته بالصدفة في فترة من محطات حياتي بعدما قضيت جزءا مهما ألبس عباءة الاستسلام والخضوع والرضى بالأمر الواقع… كنت أشعر حينها أن العباءة ليست على مقاسي وأنني ألعب دور كومبارس في فيلم رديء سيعرض داخل قاعات سينمائية من الدرجة السادسة لا يهتم عادة روادها بمشاهدة الأفلام..

ثم جاءت اللحظة أو القشة التي قصمت ظهر البعير بعد مسلسل من التراكمات والإكراهات وعمليات الفر والكر والقيل والقال ووجه بشوس وغمازة وحبة خال.. لأعلن من على منبري وبصوت عال
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
أوقفوا العبث.. انا اليوم لست هو أنا أمس.