المغربية المستقلة : منير الدايري
ديوانه “كنت وحدي” ليس مجموعة شعرية فحسب، بل دفتر روحٍ عاشقة تتأمل الوجود من مسافة وجعٍ ودهشة. في قصائده نبرة هادئة لكنها مشحونة بعمق، كأن كل بيتٍ كُتب بعد صمتٍ طويل، وبعد مواجهة بين القلب وما يثقل عليه من رؤى وأسئلة.
منير الدايري شاعر يعرف أن البساطة ليست ضعفًا، بل وجه آخر للجمال حين يتحرر من الزخرف. لذلك تأتي كلماته مثل نوافذ مفتوحة على هواء وجدة، على أزقتها التي تسكنها الذكريات، وعلى نبضها الإنساني الذي لا ينطفئ. المدينة في شعره ليست مكانًا، بل حالة شعورية؛ إنها العنوان الذي يعود إليه الشاعر كلما تاه في اللغة أو في الغياب.
في ديوانه هذا، لا شيء يُقال عبثًا. كل صورة، كل استعارة، كل توقف عند مفردة، تحمل أثرًا من حياةٍ عايشها أو حلمٍ لم يكتمل. حتى صمته بين الأسطر يبدو جزءًا من القصيدة.