المغربية المستقلة : متابعة نورالدين فخاري
بعد إلغاء السهرة والكرنفال. إلى أين تتجه ميزانية الملتقى الوطني للتفاح ؟؟.
وفي الوقت اللي كتستعد فيه مدينة ميدلت لاحتضان النسخة الخامسة من الملتقى الوطني للتفاح ما بين 15 و19 أكتوبر 2025، بدأت ترتفع أصوات كثيرة كتطرح سؤال واضح ومشروع: فين غادي تمشي الميزانية المخصصة للتغطية والأنشطة الترفيهية، بعد ما تم إلغاء السهرة الفنية والكرنفال؟
الملتقى، اللي كينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبتعاون مع وزارة الفلاحة وعدة مؤسسات عمومية، جا بشعار:
“التدبير المستدام للموارد المائية أساس تنمية سلسلة التفاح في المناطق الجبلية.”
شعار جميل، ومضمون مهم، لكن الواقع اللي كيعرفوه الساكنة مختلف تماماً..فبينما تُصرف الملايين على تهييء الفضاءات، وتركيب الخيام، وإعداد المنصات، كيبقى المواطن في ميدلت كيتداوى فخيمة، وكيقراو ولادو فـ”البرارك” المصنوعة من الزنك والطوب..مستشفى المدينة مازال كيعاني من نقص في المعدات والكوادر الطبية، وعدد من الحالات كيتنقلو للرشيدية أو فاس باش يتعالجو.
السؤال اللي كيطرحو الناس اليوم:
واش ميدلت محتاجة مهرجان ولا محتاجة تجهيزات صحية ومدارس تحترم كرامة الطفل القروي؟
واش ما يمكنش تعاد برمجة الميزانية اللي كانت مخصصة للسهرة والكرنفال فدعم مدارس جماعات أيت عمر، أيت رحو، أنمزي، وأيت أومغار؟
كثير من الصحفيين المحليين كيقولو إن جزء من الميزانية المخصصة للتغطية الإعلامية ديال الملتقى كتتحول لعقود محدودة مع منابر معينة، فغياب معايير واضحة للشفافية وتكافؤ الفرص..وفاش تسول المسؤولين المحليين على القيمة الإجمالية ديال المبلغ المرصود، تلقى الجواب الكلاسيكي: “كلشي وفق المساطر”
لكن على أرض الواقع، “المساطر” ما كتحلش مشكل المستشفى اللي ما فيهش سكانير، وما كتصلحش الأقسام اللي كيسربو الما على رؤوس التلاميذ، وما كتوفرش سيارة إسعاف فدوار نائي كيشوف المدينة غير في المناسبات.
الملتقى بلا شك فرصة اقتصادية، لكن واش نقدر نفرحو بالـ”تفاح” وحنا ما قادرين نلقاو “طبيب” فالمستشفى الإقليمي؟
واش التنمية الفلاحية يمكن تفصل على التنمية البشرية؟
الناس فميدلت ما ضد الملتقى، بالعكس، كيتمنّاو ليه النجاح والتطور، ولكن كيطالبو أن يكون عندو أثر فعلي على الساكنة، ماشي مجرد خيام وصور وبانويات.
الإقليم محتاج لمستشفى مجهز أكثر من منصة غنائية، ومحتاج لمدرسة صالحة أكثر من كرنفال يمر وينسى.
ويبقى السؤال مفتوح : من المستفيد الحقيقي من ميزانية الملتقى الوطني للتفاح، ومن يملك الجرأة لتقديم كشف حساب شفاف أمام الرأي العام المحلي.
