المغربية المستقلة : بقلم سيداتي بيدا
في زحمة الأيام، وبين جداول العمل، وتفاصيل الحياة المتكررة… قد ننسى أنفسنا.
ننسى لِمَ نعيش، ولمن نُعطي، وماذا نترك خلفنا.
نلهث خلف النجاح، خلف المال، خلف إثبات الذات…
لكن، هل توقفنا لنسأل: ما القيمة؟ ما البصمة؟ ما الأثر؟
الحياة ليست ماراثونًا للفوز، بل فرصة للزرع.
ازرع فكرة، امنح ابتسامة، ساعد قلبًا، اترك موقفًا لا يُنسى…
فربما لا يطول بك المقام، لكن الأثر… الأثر قد يظل خالدًا في ذاكرة لا تعرف النسيان.
لن نعيش إلى الأبد.
لكننا نستطيع أن نُخلّد أنفسنا بما نترك، لا بما نأخذ.
بما نُضيف، لا بما نستهلك.
بكلمة، بلحظة، بتصرف صغير قد يُغيّر مسار حياة إنسان.
اسأل نفسك كل صباح:
ما الذي سأزرعه اليوم؟
لمن سأكون نورًا؟ من سأساعد؟
أي قلب سأُنعشه بابتسامة؟
كل يوم يمر هو فرصة لتكون إنسانًا لا يُنسى.
كن سببًا في تغيير حقيقي.
لا تنتظر أن تكون مثاليًا، فقط كن صادقًا، مُحبًا، سخيًّا بما تملك من مشاعر وخير.
لا تحتقر معروفًا، فشرارة صغيرة قد تُشعل أملاً في عتمة أحدهم.
اجعل اسمك يقترن بالعطاء.
اجعل وجودك يُحدِث فرقًا.
ازرع نيتك الطيّبة في كل عمل، ولو كان بسيطًا، فالله لا ينسى، والناس لا تنسى، والحياة تردّ الجميل.
وإذا جاء الرحيل، فليكن بصمت… لكن بعد أن يكون صداك قد سبقك.
بعد أن تترك في كل قلب أثراً، وفي كل موقف حكمة، وفي كل طريق ضوءًا.
لا تؤجل زراعة أثرك.
فالغد مجهول،
لكن الخير الذي تصنعه اليوم…
سيبقى يحكي عنك طويلاً، بعد أن ترحل.
