أمٌ تصارع الغرق لإنقاذ طفلها… مشهد يهزّ الضمائر ويعرّي قسوة الواقع

المغربية المستقلة   : سيداتي بيدا

في مشهدٍ لا يُنسى، ويصعب على القلوب تحمّله دون أن ترتجف، التقطت عدسات المصورين لحظات تفوق الخيال… أمٌ وسط لجّة البحر، تتشبث بالحياة بكل ما تملك من قُوّة، لا لنفسها، بل لطفلها الذي تحتضنه فوق الماء، كأنها تُقاوم العالم كله كي لا يبتلعه الغرق.

كانت المياه هائجة، والمصير مُعلّقًا بين الموت والنجاة، فيما الأم تمسك بطفلها وكأنها تمسك الروح ذاتها. لم تكن تلك لحظة درامية في فيلم، بل حقيقة تجسّدت بأقسى صورها. لحظة تُعيد فتح جراح الهجرة غير النظامية التي باتت جرحًا نازفًا لا يندمل.

ورغم شحّ المعلومات حول هوية السيدة أو تفاصيل الرحلة المأساوية، أكدت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ وصلت في اللحظات الأخيرة، حيث تم إسعاف الأم وطفلها، فيما لا تزال حالتهما الصحية مجهولة حتى الآن، في انتظار بيان رسمي.

لكن المأساة ليست في التفاصيل، بل في المشهد ذاته. أمٌ تهرب من موتٍ في وطنها، لتواجه موتًا في عرض البحر. مشهد يعكس قسوة العالم، وتخاذل الضمير الدولي، وصمت السياسات أمام صراخ الأبرياء.

هذه الصورة الموجعة لم تكن استثناءً، بل فصلًا جديدًا من رواية طويلة عنوانها: “قوارب الموت”. كل يوم، تحمل تلك القوارب أمهات، آباء، أطفالًا… يركبون البحر طلبًا لحياة، لا رفاهية. هربًا من القهر، لا بحثًا عن مغامرة.

في خضم هذا الواقع، تتعالى الأصوات المطالبة بحلول لا تكتفي بردع المهاجرين، بل تنبع من إنسانيةٍ حقيقية، تعالج الجذور: الفقر، الحروب، الانهيارات السياسية والاقتصادية التي تدفع الناس إلى الارتماء في حضن الخطر.

فالهجرة ليست خيارًا، بل قفزة من اليأس.
وكل أم تكافح في عرض البحر، كل طفل يُنتشل من الغرق، هو شاهد حيّ على عالم اختلّ ميزان العدالة فيه.

إنها صرخة… لا مجرد صورة.
وإن لم نُصغِ اليوم، فكم من أرواحٍ أخرى يجب أن تُزهق كي نستفيق؟

Loading...