المغربية المستقلة : بقلم العيرج ابراهيم : ابن شهيد الصحراء المغربية
تُطل علينا الذكرى السادسة والأربعون لاسترجاع إقليم وادي الذهب، وهي محطة مضيئة في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث سُطرت هذه الصفحة الخالدة بدماء آلاف الشهداء الذين لبّوا نداء الوطن، وواجهوا الأخطار بصدور عارية وإيمان راسخ بعدالة القضية. يومها، لم يكن النصر مجرد استعادة للأرض، بل كان إعلاناً عن وفاء أمةٍ لرجالها ونساءها الذين وهبوا أرواحهم في سبيل العزة والسيادة.
غير أن وهج الانتصار، الذي ما زال حاضرًا في الذاكرة الوطنية، يتقاطع اليوم مع سؤال مؤلم: أين وصلت حقوق أسر وأرامل الشهداء؟ فرغم مرور عقود، لا تزال ملفات كثيرة معلّقة، وحقوق إنسانية واجتماعية لم تُستكمل، لتبقى بعض الأرامل والأبناء يعيشون في ظل التهميش، بعيدًا عن روح العرفان التي وعد بها الوطن أبناءه البررة.
المفارقة تكمن في التباين الحاد بين رمزية هذه الذكرى وما تحمله من معاني التضحية والوحدة، وبين الواقع الذي يعيشه من قدموا أثمن ما يملكون — أحبّتهم — فداءً للوطن. فبينما تُلقى الخطب وتُرفع الأعلام احتفالاً بالمجد، يظل بعض ذوي الشهداء في صمتهم، ينتظرون إنصافًا وعدلًا قد تأخر طويلاً.
إن تكريم الشهداء لا يكتمل بمجرد الاحتفاء بذكراهم، بل يكتمل حين تُصان كرامة أسرهم، وتُحفظ حقوقهم المادية والمعنوية، فيكون الوفاء فعلًا حيًا لا شعارًا موسميًا. فالذاكرة الوطنية ليست فقط صفحات تاريخ، بل هي مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه من ضحوا، وتجاه من تركوهم خلفهم أمانة في أعناقنا.