الدار البيضاء : في اليوم العالمي للتبريد.. المغرب يعزز ريادته في قطاع استراتيجي ويدعم المساواة والكفاءات التقنية

المغربية المستقلة  : بوعافية أحمد

احتضنت مدينة المهن والكفاءات الدار البيضاء – سطات (نواصر)، يومه الخميس 26 يونيو 2025، فعاليات الدورة السابعة من اليوم العالمي للتبريد، بمشاركة وازنة لمهنيين وخبراء ومؤسسات وطنية ودولية، تحت شعار: “التبريد في خدمة الإنسانية: ضمان للرفاه والتنمية المستدامة.”

قطاع حيوي في قلب التحول الاقتصادي

شكل الحدث مناسبة لتسليط الضوء على قطاع التبريد كأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، نظرًا لدوره الحيوي في مجالات متعددة مثل الصحة، والصناعة، والنقل، والفلاحة، وسلاسل التبريد الغذائية.

رئيس الجمعية المغربية لمهنيي التبريد (AMPF) استعرض خلال مداخلته تحديات القطاع وآفاق تطويره، مؤكدًا أهمية الشراكة الاستراتيجية مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) لتكوين وتأهيل كفاءات مهنية عالية المستوى.

مؤسسات حكومية تؤكد التزامها

المدير الجهوي للتكوين المهني لجهة الدار البيضاء – سطات أكد في كلمته على أهمية تطوير برامج تكوين متقدمة وموجهة، تلائم خصوصيات قطاع التبريد، مشددًا على أن الرأسمال البشري المؤهل هو عماد أي تحول صناعي ناجح.

كما ألقى مدير مديرية البحث وهندسة التكوين (DRIF) كلمة ركز فيها على أهمية ملاءمة التكوين مع التحولات التكنولوجية والمعايير الدولية، مؤكداً على الدور الجوهري للبحث البيداغوجي والهندسة التكوينية في إرساء جيل جديد من التكوينات التقنية المتخصصة.

سياسات عمومية وانتقال بيئي

ممثل وزارة الصناعة والتجارة تناول في مداخلته السياسات العمومية المنظمة للقطاع، مركّزًا على تشريعات F-Gaz، والمبادرات الوطنية للانتقال الإيكولوجي، مؤكداً التزام الدولة بدعم هذا القطاع وتهيئة مناخ ملائم لتنافسيته.

إشعاع دولي واعتراف بالكفاءة المغربية

الحدث عرف مشاركة شخصيات دولية بارزة من بينها رئيس الاتحاد الإفريقي U-3ARC، وستيفن غيل، مؤسس اليوم العالمي للتبريد، وماركو بوني من مركز Centro Studi Galileo، حيث تم تبادل الخبرات حول الابتكار والتقنيات الحديثة في القطاع.

اللحظة الأبرز في الفعالية كانت توزيع شهادات F-Gaz على 30 مكونًا، تم تكوينهم وتأطيرهم وفق معايير دولية صارمة. هؤلاء يتميزون بكفاءة عالية وقدرات تقنية متميزة تؤهلهم لنقل المعرفة وتكوين أجيال جديدة من المهنيين في قطاع التبريد.

وقد تميز هذا الحدث أيضًا بـ تتويج أول امرأة مغربية تنال شهادة F-Gaz، في خطوة تُعد تتويجًا للمجهودات الوطنية في تمكين المرأة ودعم المساواة في الولوج إلى المهن التقنية.

نحو نموذج مستدام وشامل

أكدت أشغال هذا اليوم العالمي على ضرورة تعزيز التعاون بين الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين، وتطوير منظومة التكوين والتأطير التقني، في أفق خلق قطاع تبريد مستدام، تنافسي، ومندمج، يُسهم في النمو الاقتصادي ويواكب التحولات البيئية والتكنولوجية.

Loading...