المغربية المستقلة : بقلم : منير الدايري
صرخةٌ
تنفجرُ من حجرِ الصمت
تنادي الغائبَ
في ليلٍ أعمى
انهضْ
أم غطّتكَ التربةُ بلا وعدْ؟
كانَ الدفءُ هنا
ثم انهارَ فجأةً
كأنّ القدرَ
سرقَ الشمسَ
وتركَني
عصفوراً بلا جناحْ
البيتُ
غدا أنقاضاً
وجوهٌ
لا أعرفُ أصلها
تطأ الأرضَ التي كانتْ لنا
فصرتُ
كهلاً
في قبضةِ الحجرْ
الأحبةُ
تبعثروا كالغبارْ
كأنّي وباءٌ
يُرعبُ العيونْ
والأقربونَ
أغلقوا الأبوابْ
ورموا المفتاحَ
في البحرْ
كنتُ أرتجفْ
في زاويةٍ
والدمعُ
سيلٌ يغرقُ الجدرانْ
صرختُ
حتى احترقَ الحلقْ
وتطايرَ الشررْ
ظنّوا أنّي
أعشقُ السهرْ
وما دروا
أنّي أهربُ
من شمسٍ كاذبةْ
انزويتْ
تركتُ المجالسَ
وسافرتْ
بينَ المطرِ والوحلْ
ليسَ لهواً
بل جرحٌ
يُخفي صوتَ الرعدْ
واليومَ
أفتّشُ عنكَ
في عيونِ الغرباءْ
قلبي
غجريٌّ
يتوهُ بلا خريطةْ
لو أُمهلتُ
لحظةً واحدةْ
لضممتُكَ
حتى تنبتَ الأرضُ زهوراً
من ضلوعي
لعشتَ فيّ
نبضاً
لا ينضبْ
وأنقذتني
من هذا الخرابْ
لكنّكَ
بعيدٌ
والروحُ
شاختْ
قبلَ أن تُزهرَ الأغصانْ
أحلامي
تتساقطُ
كأوراقٍ جافةْ
وأنا
اليتيمُ
الذي ضاعَ
ولا يزالُ
يتلاشى
في الريحْ
