المغربية المستقلة : متابعة رشيد ادليم
في مسرحية هزلية تتجاوز حدود الخيال، تقدم الخلية الإعلامية لمهرجان تيميتار علامات وثقافات بأكادير، عرضاً فريداً في فن “الوعود الكاذبة والاختفاء السحري”. وكأننا في فيلم يتحول فيه الإعلاميون المحليون من ضيوف مدعوين إلى أشباح منسية في غمضة عين!.
تخيلوا هذا المشهد : إعلامي بجهة سوس ماسة يعرفه القاصي والداني، يتلقى رسالة نصية للدخول إلى عالم المهرجان. يصل إلى “قصر الفندق” حاملاً آمال التغطية وابتسامة الترقب. لكن المفاجأة تصفعه كموجة من الماء البارد: “آسف يا صديقي، اسمك اختفى من قائمتنا. هل أنت متأكد أنك لست شخصية خيالية؟”
من يقف وراء هذه اللعبة القذرة؟ من له مصلحة في تحويل الإعلام المحلي إلى كومبارس في مسرحية هزلية؟ يبدو أن هناك “عرّاب” خفي يدير دفة الخلية الإعلامية، متلذذاً بممارسة هوايته المفضلة في الكيل بمكيالين وسياسة التمييز..
في هذا المهرجان العجائبي، يبدو أن شعار الخلية الإعلامية هو “الإعلام المركزي فوق، والإعلام المحلي… أين هو؟”. فبينما يتمتع صحفيو الرباط والدار البيضاء بامتيازات الكرم الحاتمي – ربما سيستفيدون حتى من خدمة الغرف 24/7 – يُترك نظراؤهم المحليون ليتساءلوا: “هل نحن حقاً جزء من هذا المهرجان، أم أننا مجرد حلم سيئ لإعلام جهوي منسي؟” إذ يجد الإعلاميون المحليون أنفسهم في متاهة بيروقراطية أشبه بلعبة “الغميضة”. كأن الخلية الإعلامية تقول لهم: “أنتم هنا… لكنكم لستم هنا!” حيث يتم تحويلهم إلى أرقام غير موجودة في قوائم وهمية، وكأننا في عرض سحري، كما يتحولون معه إلى أشباح غير مرئية بمجرد اقترابهم من بوابات الخلية الإعلامية للمهرجان!.
ختاماً، نهنئ الخلية الإعلامية على نجاحها الباهر في تحويل مهرجان فني دولي إلى درس عملي في “التمييز الإعلامي المتقدم” و”فن تهميش الإعلام الجهوي إعلام القرب”.
ربما حان الوقت لتغيير شعار المهرجان من “تيميتار علامات وثقافات” إلى “علامات استفهام وإشارات تعجب وعلامات حذف” – على الأقل سيعكس، بصدق، حالة الحيرة والصدمة والتهميش التي يعيشها الإعلام المحلي في هذه الأجواء السوداوية!.