المغربية المستقلة: عبد الله الجعفري
لطالما تعددت الأسواق الأسبوعية بالمغرب وتنوعة واختلفت مضامينها، فإن واحة أقا ثميزت بأسواقها التجارية اذ كانت في فترة زمنية صلة وصل بين تمدولت المندثرة وجنوب أفريقيا.
وعلى هذا وقفنا وقفة لمحاكات التاريخ داخل الأسواق بهذه المنطقة التي يعبر كل شيئ فيها عن تاريخها وأصالتها، وبينما انت تتجول بمداشير مدينة أقا تغريك جمالية الطبيعة ومآترها التي تحاكي في داخلها الماضي البعيد والتاريخ المنسي تحت وطئة النسيان والتهميش.
واستوقفنا الحديث عند مدخل مدشر أكادير أوزرو حيث استقبلتنا رائحة الوالي الصالح سيدي عبلا بن محمد الأعراج جد الشرفاء الجعفرين بدوار اكادير اوزرو، واثار انتباهنا سوق نسب للوالي المذكور يتميز عن غيره من الاسواق التي تقم بمختلف المداشر باقا بحضور كبير للنساء حيث تتنوع بضائع التجار من خضر ومنتوجات محلية تعرض هناك، تنم عن مدى ارتباط الانسان الأقاوي بالمنتوج المحلي الذي يتم زراعته وتسويقه بالمنطقة كنوع من الليمون يسمى “الليم” ومدى مكانته الطبية والصحية للجسم، اضافة الى أنواع متعددة من التمور الجيدة التي تزخر بها أشجار النخيل بواحة أقا.
ففي هذا السوق تقرأ تاريخ المكان وتتدوق تقافته ويحيلك لتعرف على ثقافة أهله، فهدا السوق يلتأم اسمه مع أهله، فبداية وعلى بعد خمس كليمترات عن مركز أقا تجد حصنا من الحجر والذي بناه الرجل الصالح سيدي عبلا بن سيدي محمد بن مبارك الأقاوي الملقب بالأعرج، حيث كان في الأول مجرد زاوية يتعبد فيها الشيخ الى ان تحول الى مدشر سمي بأكادير أوزرو.
انه حصن المرابطين الذي شيد للحراصة والرد على العدو أيام الحروب الأهلية، انه المكان الذي توافدت عنه العديد من الحضارات أبرزها المرابطين والسعدين….
وقد شكل هذا سوق “العيريج” كما يطلق عنه مقصدا مهما للأجانب وأبناء البلد وله مكانته الخاصة فلا يصح زيارة مدشر أكادير أوزرو دون زيارة سوقها، فهو علامة الرضا الدالة على المدينة فهو نبض المدشر الوحيد بعد تظافر الأزمنة.
ووسط السوق نستخلص رمز التضامن والمساعدة بين الزبون والبائع، نظرا لتضامن الآلي الذي مازال يميز المنطقة. لكن مع التغيرات الدينامية والاجتماعية اختلفت الموازن وكاد السوق أن يفقد دلالته.
وفي انتظار اعادة هيكلة السوق من قبل المسؤولين والمنتخبين فإن الساكنة تظل مرتبطة به رغم ما طاله من نسيان ووضع مكانته في الهامش.