نورالدين بوقسيم المغربية المستقلة
بعد قرار الحكومة المغربية إغلاق المدن على الساعة الثانية عشر ليلا ، قرار أعلنته متأخرة لم يعطي الوقت الكافي للناس المغتربة بمختلف المدن المغربية فرصة الرجوع إلى مدنها الأصلية لكي تجتمع مع عوائلها في عيد ليس ككل الأعياد الأخرى .
المغاربة عاطفيون كثيرا و قد يستحيل عليهم ان لا يجتمعو في العيد الذي ينعثونه بالكبير ، فلما قررت الحكومة مباغثتهم بإغلاق المدن قرروا أن يباغثوها بالهروب الكبير أو العودة الكبرى إلى مدنهم ، فمنهم من أراد العودة لأهله من زوجة و أولاد و منهم من أراد العودة للآباء و الإخوان و منهم من إعتاد أن يقضي العيد الكبير بين عائلة كبيرة بمدينته الأصلية ، فليس هناك شيء يمكن أن يقنع مغربي بأن عليه ان يقلع عن هذه العادة حتى لالة كورونا و مسيو كوڤيد .
العاطفة عند المغاربة اكبر من الخوف من الجائحة ، لذا كان ما رأينا ، هروب نحو المجهول و مسابقة الزمن و اكتظاظ بكل المحاور الطرقية رغم الساعة المتأخرة .
الحكومة لاشك أخطأت كونها أرادت أن تعالج مشكل لكنها خلقت آخر ، وهي تعرف الطبيعة العاطفية للشعب المغربي خاصة في هذا العيد الكبير ، نعم ، ليس هناك شعب يعطيه إسم الكبير إلا نحن ، لذا فصلة الرحم بهذه المناسبة و اجتماع العائلة امر لابد منه ، قد نفرط في أي شيء إلا اللمة في مناسبة لها أبعاد دينية و ثقافية و شعبية و لها قدسية كبيرة اعتدنا عليها منذ الصغر .
حوادث سير و تعطيل عدة محاور و خسائر مختلفة تبينها الصور و الأحداث كان من الممكن تجاوزها بقرار غير متسرع و بحكمة غير التي تناولت بها الحكومة الموضوع .
على أي ، لا يمكن ان نلوم أي كان في ضروف استثنائية اعطت قرارات ارتجالية ، لكن يمكن معالجتها بحنكة لإعطاء المواطنين الوقت في إتخاذ القرار الملائم .
عدة عوائل أرادت أن تساهم في السياحة الداخلية و سافرت إلى مدن شاطئية لبضعة أيام تفاجئت بهذا القرار ، فوجدت نفسها بين مطرقة البعد عن المنزل و سندان الفندق الذي هي به ، فلا هي تستطيع البقاء ولا هي تستطيع الرجوع لمدينتها ! . …على أي : ما فالهم غي لي كايفهم ! .