امحند العنصر: العلبة السوداء لحزب السنبلة : بقلم حدو شعيب

المغربية المستقلة : بقلم حدو شعيب.

اخترنا في هذا الموضوع الحديث عن عينة من السياسيين الذين تتبعنا خطواتهم الأولى في العمل السياسي. كيف دخلوا المشهد؟ ومن أين أتوا؟.

عينات مختلفة تغطي كل سنوات الإستقلال. جاءت إلى العمل السياسي من بوابات لا يربط بينها رابط.. من الأصناف التي تناولنا من وجد نفسه منغرسا في جذور السياسة، ومن تمت صباغته بلون حزبي فقط من أجل الوزارة ومن لعبت القرابة دورا في مساره…

امحند العنصر أمين عام للحركة الشعبية، منذ أكثر من ثلاثين سنة، أي منذ 1986، تاريخ فرارالمحجوبي أحرضان إلى فرنسا لأسباب متعددة منها سوء تدبيره لوزارة البريد ومنها تصريحاته لمجلة فرنسية، التي جرت عليه غضب الملك الراحل الحسن الثاني. تم تعيين مجلس للأمناء السبعة ومنهم العنصر سنة 1985، قيادة جماعية، وفي السنة الموالية أصبح أمينا عاما دون منازع، وإلى الآن يبقى بلا منازع إلى أن يتخلى طواعية عن القيادة بحكم كبر سنه، يناهز اليوم 80 سنة.
اليوم هو رئيس جهة فاس مكناس. من أوحى له بهذا المنصب أو منحه إياه، أراد أن يشير عليه بالتقاعد السياسي. الإبعاد من المهام القريبة من مركز القرار. شغل مناصب كثيرة. وزيرا للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية من 1981 إلى 1992، ووزيرا للفلاحة ما بين 2002 و2007، قبل أن يشتغل وزيرا للداخلية في حكومة عبد الإله بنكيران ما بين 2012 و2013.
العنصر جاء إلى السياسة من باب الوصية. كثير من الروايات تقول إنه كان موظفا بسيطا قبل أن يلتحق بأحرضان بتوصية من شخصية أمازيغية. هنا انفتحت الدنيا في وجهه. دخل المدرسة الوطنية للإدارة فشرع سنة 1969 في تولي مناصب مهمة في الوزارة التي يتولاها محجوبي أحرضان، أي وزارة البريد التي يوم دخلها قال لمعاونيه “هل هذه وزارة أم قيسارية باب بوجنود”، في إشارة إلى سيطرة أهل فاس على أركانها.
ورغم قربه من أحرضان، ظل بعيدا عن السياسة. دخلها مضطرا سنة 1975 من خلال الشبيبة الحركية. ومن حينها وهو يتسلق المناصب المهمة إلى حين تعيينه وزيرا للبريد سنة 1981 مع احتفاظه بمنصب المدير العام للبريد منذ 1984 إلى 1991. دخل البرلمان سنة 1993 ثم أعيد انتخابه سنة 1997 وفي السنة ذاتها انتخب رئيسا لجهة فاس بولمان، التي عاد إلى رئاستها بعد مرور 20 سنة بعد أن أصبحت جهة فاس مكناس وفي ظل القانون الجديد، تستجيب لمفهوم الجهوية الموسعة.
ساهم الإنتماء الأمازيغي في رسم المسار السياسي لابن مرموشة. كانت الدولة بحاجة إلى إحداث توازنات سياسية بين التيارات السياسية وإحداث معاملات جديدة في المعادلة السياسية وفي المشهد السياسي. هذه المعادلة اقتضت البحث عن أطر مختلفة عن الأطر التي تهيمن على الأحزاب السياسية التي توجد في صف المعارضة. العنصر واحد من هذه الأطر القليلة.
فرض احتراما خاصا لحزبه حتى من قبل خصومه من اليسار. رجل التوازنات. رجل دولة بامتياز. ودود لكنه كتوم. كل من يعرفه يقول إن العنصر “ما يقتلك ما يحييك”. يضع سبحة في يده وينصت أكثر مما يتكلم. دخل وزارة الداخلية ولا أحد إلى اليوم يعرف ما قام به في أم الوزارات. أسراره معه لا يمنحها لأحد.
ظهرت كثير من الحركات التصحيحية داخل حزب الحركة الشعبية، لكن قليلا ما تنجح. وحتى الأحزاب التي خرجت من رحم الحزب، عادت إليه وعاد إليه مؤسسه المحجوبي أحرضان رئيسا مؤسسا.
ما لا يعرفه كثيرون عن العنصر، هو أنه يقرأ منذ السبعينات وإلى الآن المجلات المتخصصة في تقنيات الإتصال، غير أنه في التواصل يعتمد الآليات القديمة، الضيافة والكرم وقضاء ربماحوائج الناس.
المهم لن يغادر حقول “السنبلة”، إلا إذا تلقى “التعليمات”، وتلك قصة أخرى، لن يقبلها تيار محمد أوزين الطامح لخلافته، بدل إنزال حصاد بالمظلة.

مع تخفيف الحجر الصحي  بمناطق المملكة “المغربية المستقلة” تدعو متتبعيها  لاتباع شعار: # نبقاو على بال #