جولة تاريخية بفاس لمعرفة بعضا من خباياها ، ابو عنان المريني مثلا

المغربية المستقبلة :  بقلم ذة نجوى مفتوكي

متابعة مهدوب إبراهيم

ينتمي أبو عنان فارس المريني الى دولة بني مرين. لقبه لسان الدين ابن الخطيب ب “عالم الملوك، وملك العلماء” نظرا لحنكته وعلمه واهتمامه المتواصل بتأسيس الزوايا والمدارس والمساجد خلال فترة حكمه. اتخذ من فاس عاصمة العلم والدين كما فعل السلاطين الأسلاف منذ تأسيسها على يد ادريس الأول سنة 789م.

من بين أهم ماتركه لنا نجد المدرسة البوعنانية التي أمر بتشييدها سنة 750ه /1350م والتي اشتقّ اسمها من اسمه لتنافس مدرسة العطارين التي شيدها أبوه عثمان المريني سنة 1325م. هذه المدرسة الخالدة التي أحد أبوابها يطل على درب “الطالعة الكبيرة” لم يعرف لها مثيل. تُعرف بالنقوش التي نقشت على طول جدرانها وبأقسامها و بالغرف التي خصصت لطلبة العلم المتوافدين من كل أقطاب العالم وكذلك اشتهرت بصلاة الجمعة الوحيدة فيها في كل اسبوع. قيل أن أبو عنان المريني لما تسلم أوراقا تحوي على البيانات التي شيدت بها المدرسة والتي بسببها ستعرف دولة بني مرين أزمة مالية قام يتقطيع تلك الاوراق ولاح بها في الواد الذي يعبر المدرسة. الاّ أن في آخر زيارة لي لمدينة فاس التقيت بالرسام يساري ادريس القاطن بدرب “العياشي” الذي قام برسم المدرسة البوعنانية بشغق وبكل حرص على نقل تفاصيل تسع حجم اللوحة.، حكى لي عن قصة مثل شعبي متداول جدا في اوساطنا المغربية وهو: “شحال من زبالة ولات جامع”. ذكر لي أنه لما تزوج ابوعنان المريني بجارية لامه الناس كثيرة على ذلك فأمر بتشييد مدرسة البوعناني على ارض مهجورة وغير مستعملة. ليقول بذلك أن المرأة لا يهم من أين أتت وانما ماذا تصنع الآن. من زار المدرسة مؤخرا وتمعن في لوحة العياشي سيلاحظ أن هناك فرق في الأرضية الحالية لأنه ثن استبدالها بغيرها حديثة كما وقع مع متحف النجارين، للأسف.

عرفت دولة بني مرين أوجها مع أبو عنان المريني هذا، لكن و للأسف قتل خنقا على يد أحد وزرائه عن سن الثلاتين لتنتهي معه.

Loading...