خنيفرة: غياب طبيب رئيسي بالمركز الصحي بأجلموس، يزيد من حدة المعاناة أمام صمت مسؤولي الاقليم

المغربية المستقلة : بوعزة حباباش

رغم شساعة البناية (1200 متر مربع) التي تحمل على واجهتها لوحة تعريفية باسم ”المركز الصحي ”، غير أنها بمركز أجلموس التابعة لإقليم خنيفرة، تعرف تدنيا وانعداما للخدمات الطبية، التي تقدمها جميع أقسام المركز، للساكنة المحلية والوافدة من الضواحي، والتي تضطر بها الظروف إلى الذهاب إليه قصد تلقي العلاجات الضرورية.

ناضلت فعاليات مدنية ونشطاء حقوقيين ، إلى جانب المواطنات والمواطنين، منذ عدة سنوات على الاوضاع التي يعيشها المركز الصحي بمدينة أجلموس، ولم يكونوا ينتظرون أن تلقى صرخاتهم آذان صماء ، من قبل الجهات المسؤولة مركزيا جهويا ومحليا ، لتبقى الحالة على ما هي عليه، وموضوع شكايات العديد من المواطنين.
ويعاني سكان المدينة وضواحيها التي يتجاوز تعداد سكانها 50 الف نسمة، مند سنوات مع القطاع الصحي ،بعدما كان بالمركز طبيب واحد ، كان يعمل طيلة اليوم ويضطر لاستئناف عمله ليلا بمنزله الخاص، ولم تكن المندوبية محظوظة في تقاعد هذا الطبيب قبل أن تجد بديلا له، وهو ما طرح اشكالية لازالت قائمة الى حدود اليوم، بالرغم من استقدام دكاترة واطباء على التوالي ، الا انهم رفضوا تحت ظروف معينة الاستمرار في تقديم خدماتهم الصحية بالمركز ، ويعزوا الكثير من المهتمين ”هجرة” الطبيبة المعينة أخيرا، إلى عدم قدرتها على مواكبة الكم الهائل من المواطنين والمرضى الذين يتوافدون على ذات المركز ، كما هو الحال بعد صدور اعلان يهم توظيف طبيب ، قد يعالج هذا الخصاص ، والذي كانت نتائج الترشح لنيله صفر مترشح، ليستمر مسلسل المعاناة مع حرمان حق أساسي من حقوق الانسان الذي يتمتع به الجميع وتستثنى منه ساكنة أجلموس، وهو الحق في الصحة .
مركز صحي لم تبقى فيه الا اليافطة التي تحمل هذا الاسم ، لن تجد به طبيبا نهارا أو ليلا لأنه أصبح عملة نادرة بهذه المدينة المهمشة، وخلال تواجد مراسل المغربية المستقلة بعين المكان ليلة البارحة وقف بأم عينه على كارثة طفل صغير تعرض لحروق على مستوى مناطق مختلفة من جسمه، ورغم تواجد أسطول كبير من سيارات الاسعاف وسيارة نقل الاموات داخل مجال المركز الصحي، إلا انها لم تسعف والدة الطفل في نقله على متنها ، بعد استحالة تقديم العلاجات بالمركز ، الأمر الذي اضطرها لاستئجار سيارة انتقلت بابنها على وجه السرعة للمركز الاستشفائي بخنيفرة ، وتتكرر الحالات والمعاناة في ظل غياب الاطقم الطبية في هذا المرفق الضروري.

ولنكون منصفين وصادقين، فهناك ممرضين شبان ، يقومون بما أوتوا من قوة لعلاج بعض الحالات وتقديم الاسعافات الأولية وتوجيههم، في وقت سبق لوسائل الإعلام والفعاليات الجمعوية والحقوقية أن دقت ناقوس الخطر بشأن كل هذه الظروف، لكن كل هذه النداءات ، قوبلت بتأخير صحة المواطن ضمن قائمة أولويات واهتمامات المسؤولين.

Loading...