المغربية المستقلة: بقلم د/ مصطفى توفيق
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يعد يثق بالنظام الجزائري، الذي يعرقل قضية وحدتنا الترابية المتعلقة بالصحراء المغربية، و مما لا شك فيه أن الرجل أصبح الأن و أكثر من أي وقت مضى يعي جيدا الأهداف الاستعمارية، التي تطغى على النظام الجزائري و حلمه التقليدي على الإطلالة على البحر الاطلنتي تحت مسمى تقرير مصير الشعوب، هذه المناورة القديمة التي لم يعد لها أي إهتمام على الساحة السياسية الدولية لأن الصحراء في مغربها و المغرب في صحرائه ولا يمكن للتاريخ أن يغير الجغرافيا، هذا من جهة أما من جهة أخرى فلا يمكن لاردوغان ان يستثمر في نظام جزائري مبني أصلا على الانقلابات العسكرية و يفتقر للاستقرار السياسي خصوصا و أن الشعب الجزائري غير مرتاح بتواجد الجبهة الانفصالية و دعمها سياسيا من طرف الجنرالات الجزائريين ، و كل هذه العوامل جعلت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يغير مواقفه و يتجه إلى المغرب بقناعة مفادها أن الصحراء مغربية، و أن هناك في المغرب ملك عبقري يحب شعبه و يرفض الإملاءات الخارجية و يتعاون مع الأفارقة من أجل تحقيق استثمارات تهدف إلى الرقي و الازدهار بما يخدم الدول الإفريقية بوجه عام، وهذا بالضبط ما جعل تركيا تتجه إلى المغرب في شخص رئيسها رجب طيب اردوغان في زيارة تاريخية مرتقبة للمغرب، و تقدم استثمارات كبرى و هذا ربما يؤشر إلى المبادرة بفتح قنصلية لها في مدينة العيون.
جدير بالذكر أن الجريدة الإلكترونية Maghreb intelligence نشرت خبرا على صفحاتها بتاريخ 11 يونيو 2020 تحت عنوان “تركيا والبوليساريو تثيران الخلاف بين التبون وجنرالاته” ، تؤكد من خلاله أن الوجود التركي القوي والتحالف الذي أقامه عبد المجيد تبون منذ توليه السلطة مع تركيا أردوغان، يسبب إزعاجا داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية. ولسبب وجيه مؤخرا ، قدم ممثلو البوليساريو الرسميون تقريرا إلى محاوريهم العسكريين الجزائريين نددوا فيه بوجود العديد من الشركات التركية التي وافقت على استثمارات كبيرة في العيون.