قلعة القائد العيادي بالصخور الرحامنة بين الإهمال والاندثار؟؟؟

المغربية المستقلة: متابعة سليمان قديري

لاشك أن قلعة القائد العيادي، قد تحمل بين جدرانها موروثا ثقافيا عريقا، لا يستهان به انطلاقا من المراحل التى انطلقت منها ظاهرة القائد العيادي، كشخصية قوية استطاعت أن تفرض ذاتها في زمان الإستعمار الفرنسي، وإذا دخلنا إلى هذه القلعة، فإن من أهم ما يثير الإستغراب، هو براعة البناء، وكذلك الزخرفة الراقية، التي شملت قاعات هذه القلعة الصامدة، بالإضافة إلى “الحكومة “وهو مكان كان القائد العيادي يلقي فيه أحكاما، على المخالفين للنظام والقانون،من أبناء القبيلة، ناهيك عن” المنزه “، وهو بناء مرتفع كان من خلاله يراقب الحركات الهجومية والتي كانت تداهم خصومه، في حقبة ” السيبة” وإذا توغلنا الى الداخل فإننا قد نصاب بالدهشة، نتيجة الأبواب الخشبية الضخمة، وهنا يحضرني سؤالا :
كيف استطاع الصانع التقليدي ان يتفنن في صناعتها، رغم ضعف الإمكانيات، وما هي الآلة التي اعتمد عليها، من أجل وضعها في الأماكن المناسبة، لأن احجامها كبيرة، تتطلب مجهودات كبيرة
من أجل مقاوتها، قصد السيطرة عليها، وتركيبها في موضعها.
ولقد تعاقب على هذه القلعة العديد من الشخصيات، السياسة والتي كانت تزور ” القائد العيادي”، بما فيهم” محمد الخامس ” قائد جيش التحرير رحمه آلله، حسب ما جاء في بعض المصادر التاريخية، كما ان بعد موت العادي، سلك نفس النهج ابنه” الهاشمي العيادي”، والذى شغل عدة مناصب، وظل مرتبطا بهذه القلعة الجميلة، والتي كانت بمثابة” جنة فيحاء “،نظرا للمناظر الجميلة التي كانت تتخللها، من أشجار الصنوبر، وكذلك” العرصة” وهو مكان تمارس فيه أنشطة فلاحية، بما فيها، الخضروات بجميع أشكالها ، و كذلك الفواكه، ناهيك عن الأزهار وباقي الأشجار، التي كلما امعنت النظر فيها، فإنك تحس بالمتعة والراحة، وهذا ما جعل الهاشمي العيادي، يتردد بشكل كبير على هذه” القلعة”، والتي كانت في قمة الجمال والروعة، وكانت تستقطب العديد من الشخصيات الحزبية، اصدقاء ابن القائد العيادي ” الهاشمي العيادي ” رحمه الله مثل : محمد بوسة، المعطي بوعبيد، أحمد بن سودة، علي يعثة وغيرها من الفعاليات السياسية، والحزبية والتي كانت تتوافد على هذا المكان، كما أن العيادي كان شغوفا بإنشاء مثل هذه البنايات ” القلعة “، بحيث أنشأ العديد منها،وبنفس التصاميم، في مدينة ابن جرير ، وكذلك مدينة مراكش.

لكن وزارة الثقافة أهملت بشكل كبير، هذا الموروث الثقافي والذي يعد تاريخ المغرب الحقيقي، وكذلك بداية تكوين السلطة، في “مرحلة السيبا “، نتمنى من الجهات المسؤولة بأن تحاول قدر المستطاع، بأن تلتفت إلى هذا الموروث الثقافي،للإشارة فإن اب السيد فؤاد عالي الهمة ” مستشار الملك محمد السادس كان يدرس “القرآن الكريم ”  بهذه القلعة الشامخة.

__________________________________________________

موقع المغربية المستقلة يدعو متتبعيه للإلتزام واتباع التعليمات و التدابير الإحترازية التي اتخذتها السلطات طوال فترة الطوارئ الصحية ، والتي لم تنتهي بعد حفاظا على سلامتكم و سلامة البلد ” بقاو في ديوركم”.

 

Loading...