تارودانت : الصانع التقليدي بين مطرقة التهميش وسندان معاناة كورونا

المغربية المستقلة : لطيفة الطويلب

للصناعة والصانع التقليدي ؛ دور فعال في تنشيط الاقتصاد المحلي والجهوي والوطني؛ لبلدنا المغرب ، خصوصا في هذه الظرفية الاستثنائية التي يعيشها المغرب والمغاربة كافة؛ للتصدي ومحاربة فيروس كورونا المستجد ؛ ومن خلاله نلاحظ أن  الكل يتحدث عن تأزم مجموعة من القطاعات؛ ولكن لا احد ذكر و تحدث عن قطاع الصناعة التقليدية؛ وما يعانيه الصانع من اكراهات مادية ومعنوية؛ جراء توقفه عن عمله الذي يعثبر مصدر رزقه اليومي؛ في زمن بات يعرف بزمن كرونا .

هذا القطاع الذي يشتغل به عدد هائل ومهم من الصناع؛ خصوصا بجهة سوس ماسة ؛لكون هذه الشريحة من المجتمع تحافظ على الموروث الثقافي من الضياع والانذثار.

لذالك فالصانع السوسي. يعد ويعثبر من احد الدعائم والركائز المدعمة للاقتصاد الوطني؛ والترويج لسياحة الداخلية والخارجة؛ رغم عدم التقنين والهيكلة الداخلية لصناعه من طرف الجهات الوصية والمسؤولة على الصانع لتكون بطريقة حداثية تتماشى ومتطلباته.حينما نتحدث عن الصانع التقليدي فإننا نتحدث عن مجموعة من الاكراهات والمعيقات والمشاكل التي تحول بينه وبين إدارته وممثليه وبين ما يعيشه في هذه الظرفية الراهنة التي عرت وفضحت كل ممثليه بغرفة الصناعة التقليدية خصوصا ان الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه لقب الصناع التقلديين بالسفراء و جنود الخفاء.

فلا تغطية صحية ولا تقاعد محترم يؤمن نهاية خدمته؛ حتى حلمه بأن يكون له بيت بأقساط شهرية بات حلم متبخر وصعب المنال .ولا تدخل ولا صوت ولا بيان ينادي ويبين مطالب الصانع الذي بات ريشه يثناثر بالقهر وعبئ وثقل الحياة .

وفي حديثي مع أحد الصناع عن تدخل غرفة الصناعة التقليدية في مساعدتهم و انصافهم وتوجيههم في هذه الفترة القاهرة لهم،
اجابني :  بأسف لا دعم ولا التفاتة ولا مؤازرة من ممثلينا ؛ بغرفة الصناعة التقليدية خلال هذه الفترة التي لم يحسب لها حساب؛ الكل يعلم ان الصانع يصنع ليأكل ويبتكر ليتميز ؛ فنحن الصناع نتخبط يبن خيوط الحياة للبحث عن لقمة عيش شريفة لنا ولابنائنا ولاسرنا
ثم اشار بيده وقال منتخبونا نراهم فقط عند وصول مدة كراسي الغرف ؛ لا غير رغم انهم اخدو ارقام هواتفنا ومعلوماتنا ويدعوننا للانخراط من اجل بطاقة المهني بمبلغ 50 درهما ؛ هذه الأخيرة التي لا نعلم اين وفي اي صندوق وضعت ؟؟؟..

كما تأسف لوعودهم التي اخلفوها ونعتها بالكاذبة المزيفة بسياستهم الخبيثة؛ للوصول الى مرادهم ومناصبهم التي يتربصون ويلهتون من اجلها خلال حملاتهم الدعائية؛ التي تحمل مجموعة من الاغراءات و التصورات والاحلام التي جعلتنا نقبل العرض من اجل تغيير وضعنا؛ المجحفة والملازمة لنا كالشبح؛ والكل يعلم اننا لا نملك الا اناملنا الذهبية لاجل عيش كريم ووضعية مريحة؛ في حين اليوم نواجه الإفلاس ؛ خلال هذا الفترة التي يعاني منها العالم ككل .

ثم سكت قليلا وقال لي ساقول لك مثلا مغربيا معروف يجسد وضعيتنا. “اشنو خاصك يا عريان غير خاتم يا مولاي “

ليقول بعدها الم يلاحظ المجتمع المدني ان أجندة غرفة الصناعة التقليدية كلها اصبحت معارض تصرف عليها الملايين؟!! ولا يحضرها الا نفس الوجوه وبتوجهيات ومكالمات هاتفية؛ من جهاتهم وحاشياتهم اما المعارض الدولية فلا نحلم بها بتاتا فهي للمنتخبين الدين اوصلناهم الى تلك الغرف .

فقلت له ماهي الرسالة التي تريد إصالها ؟

فاجابني على ممثلينا ان يجدوا صيغة مثلى لدفاع عن حقوقنا؛ وان يحافظو على كرامتنا وماء وجهنا ؛ في السراء والضراء لأننا صناع بسطاء نعانون في صمت دائم ؛امام هذه الجائحة وامام لامبالاتهم بنا .

فنحن الصناع التقليديين لم و لن نسلم ببقشيش جيوبنا ؛ لمحاربة الوضعية المزرية؛ بل نناشد الجهات المختصة لدعمنا ومساندتنا ومؤازرتنا؛ في هذه المحنة العصيبة التي نمر منها بسبب جائحة كورونا covid – 19 .


Loading...