لست كما يعتقدون…انا الذي لا يؤذي أحدا….

الكاتبة : بشرى الماروتي
لم أولد بلا مأوى أو بلا سقف و لم أكن يوما هنا ،ولم يكن حلما من أحلامي و لا أمنية من امنياتي لكنها أماني القدر و أحلامه التي حققها دون استشارتي . اتبعتها أطعت كل الإشارات هربا من الإساءة و الكراهية.
انا هنا لاني لم اتحمل المزيد، و هذا ما لا يعرفه عني الذين كلما مروا بقربي تغيرت فجاة ملامحهم و ابتعدت أجسادهم أمتارا و أمتارا خوفا مني، علما أنني هنا لا أبالي بصوت أقدامهم التي تزعجني و لا بنظرات أعينهم التي تحدق بي باشمئزاز و لا أشكو منهم كما يشكون و لا ارعبهم ابدا ولا في نيتي تخويف صغيرهم و كبيرهم ربما لست انا و انما شكلي المختلف عن شكلهم و ثيابي الممزقة المتسخة.
لا أدري لماذا يرعبهم مظهر رجل مثلي أشعت اغبر لا يزعج أحدا ولا يهمه سوى ان يبقى طفلا صغيرا لا شيء في قلبه سوى الحب و العفو و السلام.

انا هنا من اجل ان أمنح السلام للجميع بدون مقابل لكن للأسف اغلبهم و منهم أقرب الاقربون إلى الآن لم يستوعبوا ما معنى أن تؤذي نفسك حتى لا تؤذيهم و من حولك من الغرباء و ما معنى أن ترفض استعبادهم،ربما هذا هو مفهوم الحرية عندي.
أنا لست مجنونا و لا رجلا سيئا لربما كما ترون مشرد في أرض الله الضيقة لكن لا أحد منكم يرى الجنة التي أسكنها، فقط من هم مثلي يدركون الحكمة و يبصرون بعين غير التي تنظرون بها .

Loading...