المغربية المستقلة : بوعزة حباباش
فقراء العالم القروي بين خياري الخوف من الفيروس و الفقر، بالرغم من ترسانة التدابير المتخذة من طرف الدولة ، فتظل ساكنة البوادي بإقليم خنيفرة عامة وبضواحي أجلموس خاصة ، تعاني الأسوأ بعد أن ازدادت شدة هذه المعاناة بفعل جائحة الوباء ، سيما وأنها لم تُستهدف من كل التدابير المقررة لدعم الفقراء والمتوقفين عن انشطتهم المذرة للدخل.
بالإضافة إلى صعوبة ولوج المنصات التعليمية المخصصة لتتبع الدروس عن بعد نظرا لانعدام الربط الكهربائي لدى شريحة واسعة من سكان البوادي، وفي ظل التحذيرات القائمة على دراسة أعدتها الأمم المتحدة بشأن التكلفة المالية والبشرية للوباء، حيث ستتزايد معدلات الفقر في العالم، فإن سكان البوادي هم أول المتضررون، وهم الفئة التي لم تشملها عملية توزيع القفة الغذائية بشكل واسع .
فئة اختارت الطبيعة والهدوء، وبعيدا عن زخم الشوارع و الحضارة، في جهد مضاعف للبقاء على قيد الحياة ، غير أنها لم تسلم مع ظروف الوباء ، وعزلتها وبعدها عن المراكز المتمدنة ، جعلها سهلة الاستهداف، استهداف ظل متواصلا من طرف محترفي ولصوص الأغنام ، التي تزايدت منذ إعلان الطوارئ الصحية ببلادنا ، وفاقت معه أعداد الضحايا 6 اشخاص في ظرف لم يتجاوز عشرون يوما.
إن تداعيات الإجراءات الاحترازية على السكان في البوادي، كإغلاق الأسواق الأسبوعية ومنع تنقل المواطنين إلى القرى والمدن المجاورة لتسويق منتوجاتهم والتبضع، كلها اجتمعت الى جانب سابقتها المرتبطة بالعزلة وغياب الإنارة واقتصار موردها المعيشي على المنتوج الحيواني والنباتي، لتزيد من أزمة هذه الفئة الحيوية التي تعتبر مصدرا محليا للاكتفاء النوعي من اللحوم وبعض المنتجات الفلاحية.
عزلة شبه تامة ، وندرة السيولة ، عنوانين اثنين لا ثالث لهما ، لجراح يقتسمها الفلاح الصغير والمتوسط ، جراح جعلتهم يعيشون عزلة في غياب أي دعم ضروري للدولة وخاصة ما يتعلق بتمكينهم من المواد الغذائية الضرورية، ناهيك عن مشكل الجفاف الذي يزيد من أزمة سكان البوادي، وبين توفير الكلأ والأعلاف لقطيعهم وتوفير لقمة عيش أبنائهم ، تظل هذه الفئة اكبر المتضررين من الوباء الخبيث، ما يفرض على الدولة توفير كافة أشكال الدعم لها وتوجيه سياساتها واهتماماتها لهم بشكل أكبر.