المغربية المستقلة : بهيجة حيلات
حظي المؤرخ والفاعل الجمعوي علي هرماس الباحث في تاريخ تارودانت بتكريم خاص من قبل السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير نظير ما قدمه من خدمات جليلة توثق لتاريخ المقاومة والتاريخ الروداني المحلي بصفة خاصة، الى جانب مساهماته في تنشيط عدد من العروض والندوات التي أقيمت بمتحف الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت التابع اداريا للمندوبية السامية لقدماء المقاومين اعضاء جيش التحرير.
هذا اضافة الى قيامه بتأطير رحلات مدرسية للتعريف بفضاء الذاكرة وأهدافه، كما تبرع هبة بمجموعة تحف اثنوغرافية قيمة، لها ارتباط وثيق ومباشر بالذاكرة المحلية وطبيعة المتحف، وكذا العشرات من الصور الفتوغرافية النادرة التي تؤرخ للتحولات الاجتماعية والأحداث التاريخية التي شهدتها تارودانت خلال القرن 20، وصور منسوخة لوثائق ومحررات إدارية من زمن الاحتلال الفرنسي بتارودانت المدينة، الشيء الذي ساعد في إغناء فضاء الذاكرة بالمستندات والمراجع والعينات المادية خدمة للزوار والطلبة الجامعيين وعموم المهتمين.
ويأتي هذا التكريم على هامش الزيارة التي قام بها الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لمدينة تارودانت الاسبوع الماضي قصد تدشين بعض المرافق التي تدخل في اطار توسعة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت، وذلك بحضور شخصيات وازنة مدنية وعسكرية، وعدد من رؤساء المصالح الخارجية بتارودانت وأسرة المقاومة وجيش التحرير بتارودانت والاقليم وفعاليات سياسية وجمعوية وثقافية…
التوسعة الجديدة تشمل قاعة كبيرة لتنظيم الندوات واللقاءات العلمية والتواصلية ومختلف الأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى مرافق إدارية أخرى. ويدخل هذا المشروع في إطار اتفاقية شراكة موقعة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومجلس جهة سوس ماسة، والمجلس الإقليمي لتارودانت، ومجلس جماعة تارودانت.
وسيشكل هذا المشروع قيمة مضافة لعمل فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت في إطار مجهوداته الرامية الى حفظ وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية .
جدير بالذكر أن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت فتح أبوابه للعموم بتاريخ24 نونبر2015 ، وهو عبارة عن مؤسسة تربوية وتثقيفية ومتحفية، تهدف إلى الحفاظ على الموروث التاريخي الوطني، وتمكين الأجيال الصاعدة من الاطلاع على تاريخهم وتراثهم إلى جانب تلقين قيم الوطنية والمثل العليا والسلوك المدني، فضلا عن المساهمة في التنمية الثقافية المحلية المبنية على روح المبادرة والتشارك وتدبير القرب.
ويأتي احداثه من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير تماشيا مع التوجيهات الملكية الداعية لإبراز التراث التاريخي والحضاري والثقافي.
ويتكون الفضاء من رواق لعرض الوثائق التاريخية والتحف والمعدات الأثرية ومعروضات اثنوجرافية متنوعة وقاعة متعددة التخصصات، بالإضافة إلى قاعة للمطالعة وخزانة للكتب حول المقاومة ومؤلفات أخرى في مختلف المجالات العلمية فضلا عن قاعة للسمعي البصري مخصصة لبث الأفلام الوثائقية والأشرطة التاريخية.