المغربية المستقلة : محمد اغراس
يعاني دوار تعنيت 2، التابع اداريا لجماعة أيت ماجضن بإقليم ازيلال ، من عدة مشاكل ومصائب و لكن لا أحد يحرك ساكنا، الصمت يحوم في كل مكان ،لا مجتمع مدني نشيط،لا منتخبين ولا مسؤولين في المستوى، و الأكثر من ذلك أن الساكنة في سبات عميق، و الدوار يعاني في صمت رهيب الى أين المسير؟.
دوار تغينت 2 كباقي دواوير جماعة ايت ماجضن، يعاني في صمت. يقف في مكانه كالجماد. لا مدارس، لا مستوصفات،لا مراكز التفتح الثقافي، ولا مساحات خضراء، لا صرف الصحي،ولا تزفيت الأزقة، ولا ملاعب القرب، كل شيء منعدم في هذا الدوار، إلا شيء واحد هو الزحف والتوسع العمراني القروي وليس الحضري. كل الأشياء جامدة هنا إلا البنيات تزداد واحدة تلوى الاخرى، برخصة أو بدون رخصة لا يهم قدرما أن الدوار يتوسع شيئا فشيئا..دوار تعنيت2، تسير عليه المقولة التي تقول “الأرض صامتة ولكن في جوفها براكين”. نعم براكين مدمرة تدمر صحة الانسان، و يا ليتها انفجرت في وجه المجلس الجماعي أيت ماجضن.
بركان أو زلزال المياه العادمة التي تصول وتجوب في كل أزقة الدوار،تنفجر من حين الى أخر، ولكن تتفاوت درجتها حسب سلم الضرر من شخص الى آخر. فهناك من يقول أن الحل بيد الساكنة، من خلال حفر الآبار(مطمورات) أمام كل منزل تطرح المياه العادمة الى الشوارع والأزقة.وهنالك طرف آخر يقول أن المجلس الجماعي لأيت ماجضن، هو من يتحمل مسؤولية ما يقع ويجب عليه ايجاد حل لهاته الأزمة من خلال التنزيل الفعلي لمشروع صرف الصحي الى الواقع، وكفى من الخطابات الرنانة التي نسمعها في كل الحملات الانتخابية. بين هذا وهذا لازال المشكل يتفاقم يوما بعد يوم،ومعه تتضرر الساكنة من الروائح الكريهة المنبعتة منه، خصوصا فئة الأطفال نظرا لحساسيتهم وضعف مناعتهم. وتشكل أيضا هاته المياه العادمة منبع رئسيا للحشرات الضارة خصوصا في ففصل الصيف، حيث تشتكي أغلبية الساكنة من انتشار حشرة “شنيولة” التي تزعجهم اثناء النوم طيلة أيام الصيف. وليس هذا فقط فهاته المياه العادمة تفقد جمالية الدوار لدى كل زائر وتصبح مادة خامة لنقد وعي الساكنة والمجلس الجماعي. كما يشكل أيضا مشكل بيئيا خطيرا يهدد سلامة المواطن فأين المسؤولين من كل هذا؟
اما البركان أو زلزال الثاني فهو لا يختلف كثيرا عن البركان الأول، قدرما هو أيضا مشكل بيئي تشتكي منه ساكنة دوار تعنيت 2 في كل منتصف الأسبوع،حيث تستقبل أنوفهم روائح كريهة ودخان يملئ المكان ،نظرا لحرق مخلفات السوق الاسبوعي من ريش الدجاج والديك الرومي المذبوح يوم السوق، بالاضافة الى حرق الأزبال في مطرح النفايات. رائحة تشمئزها الانوف تحوم في كل مكان، و وتلوث الهواء ومعها يصعب التنفس لدى الفئة البالغة ،فكيف لفئة الأطفال أن تقاوم هذا الوباء الفتاك ،الذي يصيب القصبات الهوائية للأطفال في منتصف كل اسبوع. وتزداد معاناة الساكنة مع هذا المطرح العشوائي، الذي يضر بصحتهم وصحة أبنائهم.معتبرا أن الدخان المنبعث من المطرح، يشكل خطرا على صحة الانسان، ويتجدد نفس السؤال أين المسؤولين من كل هذا؟
اما البركان أو الزلزال القاتل الذي قد يعصف ويدمر مسؤولين المجلس الجماعي أيت ماجضن، هو في مرحلة التكون والتشكل ألا وهو بركان البنيات التحية المفقودة في الدوار. لا مدارس، ولا مستوصف، ولا مراكز التفتح الثقافي، ولا طرق مزفتة، كل ما هو اجتماعي وسيوسيوثقافي شبه منعدم في هذا الدوار، سوى بعد الاقسام في المسجد يستفيد منهم تلاميذ السنة الاولى والثانية ابتدائي، فساكنة دوار تعنيت2 تستفيد من جل هاته الخدمات بدوار تجزئة اوزود الذي لا يبعد عنهم الا بأميال التابع اداريا لجماعة تنانت.أمام هذه المعضلة الاجتماعية والسوسيوثقافية، فالمجلس الجماعي بحنكته لم يحرك ساكنا فترك الامور تجري كما هي سيرا على المقولة التي تقول” السكوت من علامات الرضى” . فسكوت ساكنة تعنيت 2 عن هاته الأوضاع ما هو إلا تعبير عن الراضى من الخدمات التي تقدمها جماعة تنانت لفائدتهم. وبهذا تقدم جماعة تنانت هدية مجانية للمجلس الجماعي لأيت ماجضن، خصوصا في تهدئة هاته القنبلة التي قد تعصف برياح مسؤولي هذا الأخير. ولكن كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائده. ولكن رغم كل هذا فكما نعلم وتعلمون أن البراكين قد تغيب أعوام و سنوات بفعل التشكل وعوامل طبيعية متحكمة فيها، إلا أنها يوم تأتي فأعلم أنها تقصف اليابس والأخضر مخلفة ورائها قتلى ومعطوبين ومنكوبين …تذكروا يا مسؤولي جماعة أيت ماجضن ما فعل زلزلال 1960بمدينة أكادير ..تذكروا جيدا أن 15 ثانية كافية أن تدمركم أن تقلتكم أو تجعلكم معطوبين كما وقع في زلزال أكادير .
نحن نذكركم فكما قال سبحانه وتعالى “ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” الأية 55 من سورة الذاريات .