المغربية المستقلة : بقلم نورالدين بوقسيم

نحن المداويخ وعند اقتراب الإنتخابات نصبح مهمين ويزورنا علية القوم ويتسابقون لإرضائنا شفويا وبطنيا عبر توزيع الولائم و استدعائنا للمهرجانات الخطابية لنقف في صفوف عريضة طويلة ليوهمو الرأي العام بأن لهم أتباع كثر ، بل وحتي مخرج الفيديوات يختار موقعه لتضخيم المشهد و رفع صوت الأهازيز و التصفيقات ليظهر المرشح وكأن المغاربة كلهم ورائه وعندما تبحث في دقائق الأمور تجد أن جنود المرشح يتيهون في الدواوير بحثا عن فقراء لشحنهم في حافلات وإغرائهم بكون الأكل والشرب مضمون مع التدويرة بالزرقا ، فتمتلأ الحافلات بالبؤساء نصفهم لا يعلم من المرشح وماهية حزبه.
نعم لهذا يسموننا مداويخ لكوننا نأكل المرقة ونقبض الزرقة و مستقبلنا في الزنقة .

ومع ذلك فثلة ليست بالهينة من الشعب لا تصوت وليس لها بطاقة انتخاب ولا تستمع لأي خطاب ،منها المثقفون وغيرهم ، منهم من قاطع عن عمد ومنهم لي غي ممساليش ليهم .
خطاب تغير 180درجة وأصبح جميلا يحمل في طياته مشاريع مستقبلية و وعود خصبة بابتسامات عريضة ، يجوبون الشوارع والأزقة بل وحتى الدواوير و ضواحي المدن ، يعرٌفون الناخبين المداويخ ببرامجهم التي تبدأ حسب المنطقة التي سيزورونها وهنا تحضرني قصة مرشح زار أحد الدواويىر ليستوقفه مواطن طلبا أن يحقق له طلبين :
الطلب الأول كان هو مشكل المياه ليوقفه المرشح ويزعم أنه سيكلم المسؤولين حالا لحل هذا المشكل ليبدأ في مهاتفة مسؤول ثلو الآخر .
ثم يتوجه إليه سائلا أن الطلب الأول قد تم حله فما الطلب الثاني ،
أجابه أن طلبه الثاني هو مساعدهم على توفير تغطية هاتفية ، هههههه
فبأي تغطية كان يهاتف هذا المرشح لحل المشكل الأول .
هذا حالنا ولنا الله ، ومادام هؤلاء المرشحون لم يتنازلو عن تعويضاتهم و مصاريف تنقلاتهم و تقاعدهم بالملايين يرهق خزانة الدولة فسيبقى الحال على ما هو عليه ، لأن منهم من له عدة وظائف ويجني من كل واحدة شهرية سمينة تكفي لتشغيل العديد من الشباب الحاصل على شواهد وينتظر من وطنه أن ينصفه وعيونه على الضفة الأخرى .
الله غالب .