المغربية المستقلة : رفيق رضوان طالب جامعي تخصص علم النفس الإكلينيكي
يصف علم النفس البوذي الطريقة التي يعمل بها الوهم في حياتنا. ان احد اشكال الوهم هو عدم الانتباه ويمكن ان نسمي ذلك بوهم النسيان. ينشأ وهم النسيان عندما لا نلاحظ ما يحدث وعندما نفقد التفكير اي نكون انصاف نيام وهو مثل تجربة القيادة الى وجهة وإيقاف السيارة لندرك بعدها اننا لا نتذكر القيادة بأكملها. او كما قال احد الاصدقاء في احد المطاعم بعد ان التهم طبق الطعام، “ليس لدي اي فكرة أين ذهبت الوجبة او من أكل هذا!”.
مع الوهم نعيش حياتنا على الطيار الآلي
مع الوهم نعيش حياتنا على الطيار الآلي. نسير في الشوارع ونعود الى المنزل دون تسجيل ما يحدث واين نحن. وفي يوم عاصف لا نرى السحب الغائمة ورذاذ المطر عند اقدامنا ووهج النوافذ عند الشفق. ونفتقد التألق في الهواء في الصباح الربيعي المشمس. حتى اننا لا نرى وجوه أحبائنا عندما نصل المنزل. وهكذا تختفي فترات كاملة من حياتنا في نشوة الوهم.
نعيش في ثقافة الإهمال المزمن
نعيش في ثقافة الإهمال المزمن التي تغذيها وتيرة الهيجان للحياة الحديثة. تدفعنا مدارسنا وأماكن عملنا إلى القيام بمهام متعددة، ويصبح اهتمامنا المجزأ سريعاً وسطحياً. وبسبب هذا الحث، اصبحنا نشعر بالملل والقلق وعرضة للإدمان بكل اشكاله.
وكما تشير المؤلفة (آن ويلسون شايف)، “ان من مصلحة المجتمع الاستهلاكي الترويج لتلك الأشياء التي تُلهينا وتبقينا مشغولين بمشاكلنا ومخدرين قليلاً ونشبه الزومبي”. ولسوء الحظ فإن ما يقبله علم النفس الغربي عموماً على أنه “طبيعي” يمكن أن يعني في الواقع أننا نعمل على مستوى كبير من الوهم. ويمكن أن يحدث هذا الوهم حتى عندما نبدو ناجحين ظاهرياً ونملك كل شيء يُشترى بالمال بينما نعاني من نقص عميق في السلام الداخلي.
إن التدرب على اليقظة يوقظنا من نشوة الوهم
ان التدرب على اليقظة يوقظنا من نشوة الوهم. إذ تنقلنا اليقظة من الخيال الى الرؤية الواضحة. ومن دون اليقظة يتفاعل العقل المخدوع كالمعتاد ويستوعب التجارب الممتعة دون وعي ويرفض التجارب غير السارة. من الصعب أن نرى الوهم يتجاهل التجربة المحايدة.
وعندما تكون الأشياء محايدة، فإننا نشعر بالملل والمباعدة بيننا لأننا مؤهلون ثقافيًا للبحث عن مستويات عالية من التحفيز. لذلك فنحن نفتقد الحياة الكامنة وراء التجارب المحايدة التي تشكل معظم يومنا. وبعد ذلك، عندما ينمو انتباهنا، يصبح ما يبدو محايدًا أو مملاً ممتليء بثراء غير مرئي.