المغربية المستقلة : بقلم نورالدين بوقسيم

السياحة الداخلية تعاني إكراهات متعددة فعندما تقرر أن تستكشف بلدك وتفكر في ربح الوقت أثناء التنقل ،حتما ستختار الطريق السيار باعتباره إنجازا وطنيا في العهد الجديد ، لكنك ستلاقي عدة إكراهات من بينها تعدد محطات الأداء على طول الطريق بحيث ستضطر للتوقف في طوابير لامتناهية كلما وصلت إليها من أجل دفع عشرة دراهم أو أكثر كل مرة ، خاصة مع اكتضاض الطريق تزامنا مع العطلة أو تزامنا مع الذهاب أو العودة من وإلى الشواطىء الممتدة على طول المملكة الشريفة.
فما ذنب من قرر الذهاب من أغادير إلى طنجة ليقف في هذه الطوابير خاصة في محور الدار البيضاء والرباط، لماذا لا يأخذ تذكرة من أغادير و يؤدي عند الخروج في طنجة وهذا سيسهل المأمورية على الكل وسيقلص من الإكتضاض ويعطي للمرور سلاسة.
هذا إذا تناسينا غلاء التسعيرة لأنك ستدفع على التوالي:

من مراكش إلى الدار البيضاء: 71+11
من كازا الرباط: 10+23
من الرباط إلى بعد قنيطرة: 12+13
من بعد القنيطرة إلى مولاي بوسلهام: 28
من مولاي بوسلهام إلى طنجة قررت الذهاب عبر الطريق الوطنية التي بناها الحسن الثاني رحمه الله وهي مجانية لأنني رأيت أن المحفظة لا تستحمل خاصة إذا أظفنا إلى تسعيرة الطريق السيار غلاء الوقود بمحطاتها وغلاء المأكل والمشرب لأنهم يرون فيك زبونا غير عادي.
السياحة الداخلية تتطلب صبرا وتحملا لمصاريف لابد أن تكون قد أعددت العدة وجمعت لها منذ شهور خلت ، فحتى المبيت يصبح في الأعالى ولابد أن تتجاوز 300 درهم لليلة على أقل تقدير بل وحتى ركن سيارتك يحتاج ل10 بالنهار و 20 بالليل .
لذى يصبح المأكل هو السبيل الوحيد للإقتصاد فترى السائح المغربي يذهب بالقفة للسوق من أجل إقتناء الأرخص و الإكتفاء بالضروري للبقاء على قيد الحياة حتى لا يضطر إلى العودة قبل الوقت المحدد سلفا،
أما البؤر السياحية تجدها في حالة يرثى لها من الناحية البيئية حيث النظافة في أدنى مستوياتها إن لم نقل منعدمة والأزبال متراكمة في كل مكان وأصحاب المخيمات الصيفية كل يغني على ليلاه.
فتشجيع السياحة الداخلية بالإشهار فقط هي رؤيا ليست في محلها بل وجب تجويد المنتوج ليتماشى مع عقلية السائح المغربي والذي تطور عن ذي قبل وأصبح يبحث عن الجودة والثمن ، وهما متلازمتان لا يفترقان أينما كان هناك منتوج ما وأردت المحافظة وجذب الزبائن .
ولكي نوضح الفوارق في العقليات لذى المنتوج السياحي في بلدين مختلفين :
في تونس تجد المشروبات بالمجان في كل الفنادق المصنفة وشبه المصنفة .
في المغرب تجد قنينة ماء معدني تباع داخل الفندق ب 30 درهم رغم أن النزيل أدى أكثر من 700 درهم لليلة للفرد الواحد.
فكم سيشرب هذا النزيل من قنينة يوميا علما أن ثمنها الحقيقي لا يتجاوز 5دراهم.
من هذا نستنتج أن ازدهار سياحتنا ليس ثمرة مجهود مسيرينا بل هو نتيجة الأوضاع المتأزمة في البلدان المجاورة لذا فسياحهم فضلو تغيير الوجهة نحونا اضطراريا وسيعودو إلى تلك البلدان حالما تهدأ الأوضاع.
الله غالب.