كتاب الرأي : إبراهيم الكابوس الأنشطة السياسية بتيزنيت خلال رمضان ….” هي فوضى؟”

المغربية المستقلة : متابعة حسن افرياض

إبراهيم الكابوس

لعل ما يثير المتتبع للشأن المحلي بتيزنيت خلال شهر رمضان هو التهافت الكبير “للأحزاب السياسية” لتنظيم ما تسميه لقاءات تواصلية و حلقات للنقاش مع المواطنين الذين غالبا لا يعيرون اي اهتمام لهذه الأنشطة . هذه الفوضى في الزمان و المكان يمكن تحليلها من مجموعة من الجوانب التي تبين ضعف هذه التكنات الحزبية إن على مستوى التنظيم أو التنظير .

لقاءات لا تعدو أن تكون فسحة استراحة بعد إفطار جماعي يعلم الله من أين صرفت ميزانيته هل من المال العام أم مساعدات دول شقيقة أو مؤسسات مغلفة بطابع احساني. هذه اللقاءات تكون في غالب الأحيان باهتة من حيث المحتوى و استدعاء وجوه عمرت كثيرا في الساحة حتى أصبح مجرد رؤيتها في ملصق نشاط ما يثير الإشمئزاز .
هذه الوجوه التي يتم دعوتها للحديث الى ” المواطنين” تكون مدة صلاحية الافكار التي يحملونها قد انتهت منذ مدة كما أن أغلب سياسي تيزنيت ليسوا على دراية تامة بمختلف القوانين ولا يبدلون جهدا في الدراسة و الإطلاع على المستجدات والدليل هنا أن أغلب المنتخبين لازالوا يطلقن إسم “البلدية” على الجماعة الترابية وقس على ذلك في التطبيق و الممارسة اليومية في تدبير شؤون المدينة .

فوضى اللقاءات التي لا يحضرها إلا قطيع هذه الأحزاب بيمينها و يسارها لا تعدو أن تكون حلقات من حلقات الشيخ و المريد بحيث يلقي من يعتبرون أنفسهم قادة سياسيين خطابات ركيكة التعبير و المحتوى فيما يستمع الصغار منبهرين تارة ومصفقين تارة أخرى مع ما يرافق ذلك من التقاط لسيلفيات هنا و هناك .

كل الأحزاب تلهت وراء استقطاب ما يمكن استقطابه من متعاطفين خلال الشهر الكريم وهو استغلال فظيع و غير أخلاقي لشهر العبادات . لكن “السياسيين” لا يؤمنون بالمقدس فكل همهم الكرسي و لو تطلب القيام بحملة انتخابية يوم العيد أمام المصلين . وقد أبدع منظروا هذه الأحزاب طرقا احتيالية لاستمالة الطبقات الهشة والفقيرة خلال شهر رمضان و غيره. مساعدات رمضانية كما سموها توزع هنا و هناك و بعدة نقط بأحياء المدينة نهارا جهارا و في جنح الظلام . فهل بهذه المقاربات تريدون النهوض بالمدينة ؟

لقاءات الاحزاب السياسية بتيزنيت فوضى لأنها لا تضيف للمدينة إلا مزيدا من البؤس النظري و التنظيمي وتزكي منطق واش معايا ولا ضدي وهو ما أوصل المدينة الى غيبوبة تنموية و اجتماعية لا زال البعض يراهن على أنها سحابة و ستمر دون استحضار التحولات والتطورات المتسارعة التي تحيط بهذه المدينة البيئسة .
الاحزاب السياسية بالمدينة فقدت المصداقية وهو ما يعبر عنه حجم الحضور في لقاءاتهم اذ لا يتعدى في أحسن الحالات الاربعين او الخمسين و قد لا يتجاوز العشرين في كثير من الأحيان. فهل كتلة انتخابية بحجم تيزنيت كلها لا تهتم بالسياسة أم أن الأصوات يتم استمالتها بطرق نعرفها جميعا.
مشهدنا السياسي اليوم بالمغرب عامة و بتيزنيت خاصة مشهد تشمئز منه النفوس بسبب ازدواجية المعايير و عدم كفاءة كثير ممن ولجوا مناصب التمثيلية المحلية والجهوية و الوطنية. سياستنا اليوم أشبه بلعب الأطفال بل إن لعب الأطفال يحترم أبسط القواعد و الشروط .
فوضى اللقاءات الحزبية الرمضانية إبداع جديد من إبداعات ساسة المدينة لتغطية العجز عن الترافع وابتكار حلول جديدة لإنقاذ تيزنيت من شبح التحول إلى فيلاج على طريق وطنية تربط الرباط بالعيون .
كل فوضى وأنتم بخير …

Loading...