كتاب الرأي : على الهامش السياسي” هل الغاضبون أو المغضوب عليهم من الفئات الكادحة والمتنورة في حاجة إلى تأسيس حزب جديد بالمغرب؟؟!!
المغربية المستقلة : بقلم مصطفى حناوي

ترى هل نحن فعلا في حاجة إلى تأسيس حزب سياسي وطني يلف كل الفئات المتنورة والمسحوقة أمام هذا العرمرم من الأحزاب بيمينها ووسطها ويسارها ؟ وإن كان مفروضا لدواعي الفراغ السياسي الذي يعتمل في الأحزاب المترهلة بسبب هياكلها المتآكلة بسبب أساليبها المتشابهة في الشيطنة السياسوية التي تعتمد الخطاب العمودي بإسم الزعامة والتراتبية وسياسة الأزلام والولاء للزعيم من طرف من يدورون في فلكه بعيدا عن المرجعية المذهبية والحفاظ على المركزية الديمقراطية التي تعتمدها الأحزاب لتلميع واجهاتها السياسية بالماكياج وتحت الأضواء الكاشفة ، تجد الزعيم وأزلامه حتى صار الحزب يستند على ثقافة الصالونات العائلية فأصبحنا أمام ظواهر سياسية بعيدا على الفعل السياسي الذي يخدم المصالح العليا للوطن والمواطنين بل فعل حزبوي نفعي وانتهازي مخصوص جدا لذوي الحظوة والذين تجدهم وأسرهم داخل البرلمان وكل المؤسسات المنتخبة مع الآسف !!
وإذا كان ضروريا تأسيس حزب سياسي يشكل القطيعة مع أحزاب بعيدة كل البعد عن الخطاب التمويهي الرامي إلى تقويض المكتسبات من خلال انعدام المصداقية لذى هذه الأحزاب ، تستدعي منا الضرورة وضع مقاربة شمولية للوقوف على حقيقة هذه الأحزاب السياسية في تعاطيها مع قضايا المواطنين والوطن ، وفي محاولة للفهم من خلال التقييم للممارسة الحزبية ومن خلال مسح للمؤسسات التمثيلية من جماعات محلية ومقاطعات وبرلمان بشقيه الغرفة الأولى والغرفة الثانية يتأكد جليا أن التدبير لهذه المؤسسات يستند على منطق الأهواء المصلحة الخاصة التي تخدم ذوي الحظوة وتغييب المصلحة الوطنية وفي كثير من المؤسسات وخير دليل ماتطالعنا به التقارير الواردة من وزارة الداخلية وكشفها للخروقات والتجاوزات من خلال تعطيل المشاريع التنموية في كثير من جهات المملكة ناهيك عن الإختلاسات للمال العام ، كذلك غياب ارادة سياسية للحكومة في جزر المتلاعبين بمصالح البلاد والعباد وذلك بربط المسؤولية بالمحاسبة فحتى التصريح بالممتلكات التي يمتلكونها الساسة والمستفيدون من الريع السياسي إمتنعوا عن التصريح بالممتلكات ومن هنا نفهم أن الأحزاب السياسية لادور لها في التغيير بل تساهم بدورها في تكريس الأزمة من خلال أساليبها المبيتة والتي باتت تشكل عائقا أمام تطوير الحياة السياسية داخل تنظيماتها المترهلة
إذ نلاحظ التردي الحزبوي والتشرذم حتى أصبحنا أمام عرمرم من الأحزاب السياسية التي يبلقن بها المشهد السياسي لتبقى كل التطلعات الشعبية رهينة أحزاب لاتمثلنا بل تمثل علينا فقط ! ! !