غياب المجتمع المدني بإقليم إفران!!

إفران :
المغربية المستقلة : فهد الزاهر

يعتبر المجتمع المدني من الركائز الأساسية لتحقيق التقدم والازدهار، وتفعيل التنمية البشرية الحقيقية، وسمي هذا المجتمع بهذا الاسم ، لأنه يتخذ طابعا اجتماعيا مدنيا وسلميا مستقلا عن الدولة والحكومة وعن كل المؤسسات الرسمية والعسكرية على الرغم من كونه يتكامل مع المؤسسات الحاكمة تنسيقا واستشارة، واقتراحا. ويجسد المجتمع المدني مظهرا من مظاهر الديمقراطية الحديثة التي ترتكز على الحرية والمساواة، والعدالة والكرامة الإنسانية والإيمان بحقوق الإنسان إنها مقدمة لابد منها للحديث عن دور المجتمع المدني، الذي يعتبر هو الآخر العنصر الأهم والمحور الرئيس في التنمية المحلية داخل أي نطاق ترابي، فهو يعتبر حجر الزاوية في تقدم كل منطقة، وذلك لما له من مقومات وإمكانيات من اجل مواجهة كل الرهانات المطروحة، والوقوف بقوة ضد كل ما يمكن أن يعرقل المسار التنموي. فمن داخل مدينة أزرو وبدل أن نلقي باللوم في كل مرة فقط على السلطات الإقليمية والمحلية ، اطرح سؤالا، ترى ما مدى فعالية دور المجتمع المدني بأزرو فكما هو معروف بمدينة أزرو، وكما لاحظت ولاحظ الجميع، أن هناك مجموعة من الجمعيات تتنوع أسماؤها وأدوارها ومجالاتها ، بيئية،ثقافية،رياضية… جمعيات فقط على الورق دون أي تدخل فعلي منتظم أو محاولة من اجل مشاركة فعالة للنهوض بالأوضاع الصعبة التي تعرفها المدينة، جمعيات اكتفت فقط بالمشاهدة عن بعد في كل ما يدور ويحدث من أحداث ووقائع ، عملها المجتمعي المدني ضعيف، يطغى عليه الطابع الموسمي أو ألمناسباتي ، جمعيات قبلت مجبرة أو مخيرة بان يكون حضورها فقط بتدوين أسمائها على الورق، جمعيات لم تقم بأي دور أو مشاركة داخل المدينة من شانها أن تجعلنا نقول أن لنا جمعيات مجتمع مدني; فهذا الركود الشبه الدائم لهذه الجمعيات، له وقع سلبي على مدينتنا أزرو لان دور المجتمع المدني يبقى أساسا هو خلق حراك جمعوي مستمر وملتزم وواع بكل ما يهم محيطه ، ثقافيا فكريا ، رياضيا وتنمويا، دون إغفال الدور المهم للمجتمع المدني في تاطير الناشئة والجيل الصاعد. فمن الصعب بمكان أن تعرف أي منطقة نهضة قوية وتنمية محلية حقيقية دون التدخل القوي المعقلن والبناء للمجتمع المدني، فرغم هذا الغياب التام لهذه الجمعيات، إلا أن هناك منها من تعرف نشاطا وحراكا مهما رغم قلة ذات اليد إن صح التعبير، وبدون ذكر الأسماء باعتبار أسماؤها بارزة ولها مجموعة من الأنشطة التي تستحق التقدير والاحترام والتشجيع،فتبقى هي الوحيدة المشاركة في اغناء الشأن المحلي بمجموعة من الأنشطة المحلية سواء منها الثقافية أو الترفيهية أو الرياضية… وان على قلتها. فبالإضافة إلى مساهمة المجتمع المدني بالأنشطة المتنوعة ، إلا أن له دورا رقابيا مهما خوله له القانون، وذلك من خلال المقاربة التشاركية التي تهم بالأخص مشاركة فعاليات المجتمع المدني في التنمية المحلية باعتباره الفاعل المهم لما له من دراية واسعة واحتكاك أكثر بواقع المجال الترابي، فهذا التدخل للمجتمع المدني سيمكنه من متابعة كل ما يدور داخل الجماعة ليتسنى له مواكبة كل المشاريع والبرامج التنموية، وهنا تتجلى أهمية ومكانة دور المجتم المدني.لهذا أصبح لزاما على باقي الجمعيات بمدينة أزرو ن إعادة ضخ دماء جديدة، والعمل بشكل تشاركي وتضامني مبني على أهداف مسطرة من اجل النهوض بالمدينة وخلق حركية موازية للحركية التي تعرفها مدينة أزرو في السنوات الأخيرة . فتداخل كل الجمعيات وتقوية أنشطتها سيكون له وقع ايجابي على المدينة ، وذلك بتسجيل حضور قوي ومجتمع مدني فعال، مساهم بكل ما يمكن أن يساهم في النهوض بالمدينة، وفي نفس الآن مراقب لكل ما يمكن أن يعرقل المسار التنموي ، وكما هو رائج على كل الألسن ;البلاد كيصلحوها مواليها وحتى نعطي لكل ذي حق حقه، فانه تجب الإشارة إلى الاكراهات والعراقيل الصعبة التي تميز الحقل الجمعوي والتي تطبع العمل الجمعوي سواء كانت اكراهات ذاتية مرتبطة بالجمعية كالإمكانيات البشرية والمادية… أو موضوعية مرتبطة بميدان الأشغال ومحيط العمل ومختلف المتدخلين…كل هذا أو غيره يولد جوا من الصعب الاستمرار فيه، لكن ذلك لايمنع من ركب التحدي والعمل ولو بالقليل، ومحاولة مواجهة كل الصعاب والتغلب عليها في سبيلا لإصلاح والازدهار وتقوية أسس ودعائم مسقط رأسنا أزرو ; موقع الجمال والتميز، وموقع الصفاء والطبيعة والجبل

Loading...